تَمُوتُونَ وَمِنْها تُخْرَجُونَ (٢٥))
٢٢ ـ (فَدَلَّاهُما بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما ...) أي غرّهما واستزلّهما ودلّاهما : من تدلية الدلو وإنزالها إلى البئر ، فأوقعهما في المكروه وغرّهما : فأظهر حالا وكتم حالا فكان غروره غشّا لهما (فَلَمَّا ذاقَا الشَّجَرَةَ) أي تناولا شيئا قليلا لأن الذوق ابتداء الأكل والشرب ليعرف الطّعم ، وفي هذا دلالة على أن ذوق الشيء المحرّم يوجب الذم فكيف إذا تناول منه ما يقضي به وطره؟ وحين ذاقا الجزء اليسير منها (بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما) يعني ظهرت عوراتهما وبانت عورة كلّ منهما لصاحبه. وقد قيل إنهما لمّا أكلا منها تساقط لباسهما عنهما فأبصر كل واحد منهما عورة صاحبه فخجل واستحيا (وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ) أي أخذا يجعلان ورقة فوق ورقة على جسديهما ليستترا. وطفقا : بمعنى جعلا يفعلان خصف الأوراق الذي قيل إنه وصلها بعضها ببعض ورقعها معا ، ومن ذلك خصف النّعل ، ومنه قول النبيّ صلىاللهعليهوآله : لكنّه خاصف النعل في الحجرة ـ يعني علياّ عليهالسلام ـ وذكر أنهما خصفا ورق التين حتى صار كالثوب (وَ) حينئذ (ناداهُما رَبُّهُما) خاطبهما : (أَلَمْ أَنْهَكُما) : ألم أمنعكما (عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ) يعني تلك الشجرة ، وقد استعمل تلكما لأنه يخاطب الاثنين والكاف حرف الخطاب كما لا يخفى (وَ) ألم (أَقُلْ لَكُما) أخبركما (إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُما عَدُوٌّ مُبِينٌ) مبين : أي ظاهر العداوة ، والجملة ظاهرة المعنى.
٢٣ ـ (قالا رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا ...) يعني أن آدم وحوّاء عليهماالسلام بعد أن وبّخهما الله سبحانه وتعالى وعاتبهما على ارتكاب ما نهاهما عنه ، قالا : إننا بخسنا أنفسنا ثواب الطاعة ، وتركنا ما ندبتنا إليه فخسرنا ثواب الاستماع لأمرك. وقد قال في المجمع : لا خلاف أن آدم وحوّاء لم يستحقّا العقاب ، وإنما قالا ذلك لأنّ من حلّ في الدّين قدمه كثر على