الحافظ كما أنّه حافظ لتلك الاسطقسات مجتمعة أي لاجتماعها كذلك هو حافظ للمزاج. فيظهر من ذلك توجيه اختلاف إطلاقات كلام الشيخ في الشفاء والإشارات حيث إنّه في الإشارات.
قال : أوّلا إنّ تلك القوّة إنّما تجبر الأضداد المتنازعة على الالتيام والامتزاج فأشار به إلى أنّها جامعة لتلك الاسطقسات على الالتيام.
ثمّ قال : «وكيف وعلّة الالتيام وحافظه قبل الالتيام» فأشار به إلى أنّها علّة الالتيام أي علّة جمع الأجزاء على الالتيام ، وكذا هي حافظة للالتيام ، أي حافظة لتلك الأضداد مجتمعة.
ثمّ قال : «فكيف لا يكون قبل ما بعده» ، إشارة إلى أنّها جامعة وحافظة للمزاج أيضا حيث إنّه يحدث بعد الالتيام والمفروض أنّها علّة للالتيام وحافظة له.
ثم قال : «وهذا الالتيام كما يلحق الجامع الحافظ وهن أو عدم ـ إلى آخره ـ» ، إشارة إلى أنّها جامعة وحافظة للالتيام ، أي جامعة للأجزاء على الالتيام وحافظة لذلك أي حافظة للالتيام.
ثمّ قال : فأصل القوى المدركة والمحرّكة والحافظة للمزاج شيء آخر تصريحا بأنّ تلك القوّة حافظة للمزاج أيضا.
وحيث إنّ الشيخ في الشفاء في الكلام الذي نقلنا عنه قال : «فالنفس التي لكلّ حيوان هي جامعة اسطقسات بدنه مؤلّفها ومركّبها على نحو يصلح معه أن تكون بدنا لها» ، إشارة إلى أنّها جامعة للاسطقسات وجابرة لها على الالتيام والاجتماع ، بل إشارة إلى أنّها جامعة للمزاج أيضا فإنّ جمع الاسطقسات وتأليفها وتركيبها على نحو يصلح معه أن تكون بدنا لها ، لا يتصوّر إلّا بجمع المزاج أيضا أي بجمع الأجزاء التي وقع بينها المزاج ، فإنّ ذلك النحو الصالح هو المزاج اللائق.
ثمّ قال : «وهي حافظة لهذا البدن على النظام الذي ينبغي» ، إشارة إلى أنّها حافظة للالتيام وللأجزاء مجتمعة ، وكذا هي حافظة للمزاج ، فإنّ حفظ البدن على النظام الذي ينبغي يشمل هذين جميعا ، فتدبّر.
وإذا عرفت ذلك فاعلم أنّه يستفاد من كلام المحقّق الطوسي هذا حيث قال : «إنّ