الرضا(١).
بقي أمر واحد من الضروري ذكره ، هو أنّني وجدت في رجال الكشّي ، رواية أخرى عن علي بن محمّد ، عن غيره ، عن عبد الرحمن بن الحجّاج يقول له فيها أبو الحسن (الكاظم) بأن يذهب إلى هشام ، ويقول له : أيسرّك أن تشرك في دم امرئ مسلم ، فإن قال : لا ، فقل له : ما بالك شركت في دمي؟!(٢).
هذا النصّ يوحي إلينا أنّ هشام بن الحكم كان حادّاً في مناظرته ودفاعه عن الإمام ، بدليل ما حصل في مناظرته الأخيرة من حياته مع ضرار ، بأنّه لو طلب منه إمامه الخروج لخرج ، هذه المدافعات والتصريح المخيف للسلطة ، لعلّه دعا بالإمام الكاظم عليهالسلام إلى أن يرسل إليه أحد أصحابه ويلفت نظره إلى ضرورة الحذر والسكوت هذه الأيّام ؛ لأنّ الكاظم يدرك جيّداً حبّ هشام له ، وهذا ما يظهر مليّاً من النصّ ؛ لأنّ الكاظم أثناء إرساله عبد الرحمن بن الحجّاج أكّد له بأنّ هشاماً لا يريد الوقيعة بإمامه ؛ لأنّه لا يريد أن يشرك بدم أي مسلم فكيف بإمامه؟
وعلمنا من النصوص أنّ هشام ابن الحكم ، أراد الالتزام بكلام إمامه ، وذلك عندما أدرك أنّ يحيى يريد الوقيعة به ، فلذلك قال هشام لصاحبه يونس أنّه : لو منّ الله عليه الخروج من علّته لأشخصنّ إلى الكوفة وأحرم الكلام(٣).
نعم ، هذا النصّ يوحي إلينا ما ذكرناه دون أن يؤكّد أنّ هشاماً قد
__________________
(١) رجال الكشّي : ٢٧٠ رقم ٤٨٦.
(٢) رجال الكشي : ٢٧٩ رقم ٤٩٨.
(٣) رجال الكشّي : ٢٦٠ رقم ٤٧٧.