السبب في قتله من قبل هارون.
«عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن غيره ، عن أبي الحسن الرضا قال : أما كان لكم في أبي الحسن (الكاظم) عظة! ما ترى حال هشام بن الحكم فهو الذي صنع بأبي الحسن ما صنع ، وقال لهم وأخبرهم أترى الله يغفر له ما ركب منّا»(١).
تظهر هذه الرواية أنّ هشام بن الحكم قد ارتكب ذنباً كبيراً «أترى الله يغفر له ما ركب منّا» ، هو إيجاد الحجّة لهارون لقتل الإمام الكاظم ، ولعلّ هذه الرواية وضعت بعد دخول الكاظم السجن ، وهروب هشام إلى الكوفة.
وهي تتناقض مع الروايات المادحة بهشام من قبل الأئمّة ، ومن الرضا عليهالسلام بالخصوص ؛ لأنّ الرضا عليهالسلام اعتبر هشاماً عبداً ناصحاً(٢) ، وأمر بعض أصحابه أن يتولّوه بعد سؤالهم له بأنّه قد أشرك في دم الكاظم ، فكان ردّه عليهالسلام أن يتولّوا هشاماً حتّى أنّ بعض أصحابه قال : «ألم أخبركم أنّ هذا رأيه في هشام بن الحكم غير مرّة»(٣).
بقي أنّ «أحمد بن محمّد بن عيسى» رجل الراية الذامّة هو من الذين أرادوا الوقيعة بيونس بن عبد الرحمن تلميذ هشام بناء على رؤيا رآها ، ولكنّه عاد واستغفر وتاب من وقيعته(٤).
فلعلّ روايته الذامّة في هشام من قبيل صنيعه في يونس ، وخاصّة أنّ هشام بن الحكم أُوذي من قبل أصحابه حسداً منهم له ، كما صرّح الإمام
__________________
(١) رجال الكشي : ٢٧٨ رقم ٤٩٦.
(٢) رجال الكشّي : ٢٧٠ رقم ٤٨٦.
(٣) رجال الكشّي : ٢٦٩ رقم ٤٨٣.
(٤) رجال الكشّي : ٤٩٦ رقم ٩٥٢.