هارون ، إلاّ أن أرسل في الغد بطلب هشام في منزله ، فلم يجده ، ولكن لم يلبث هشام إلاّ شهرين أو أكثر ومات في منزل محمّد وحسن الحنّاطين (حسب رواية يونس) ، أو عند ابن شرف (على رواية يونس بن عبد الرحمن)(١).
هذه هي ـ وعلى الأرجح ـ قصّة وفاة هشام ، بعد جمع الروايات مع بعضها البعض.
أمّا الرواية الثالثة في الكشّي ، أي رواية عمر بن يزيد ، فالظاهر أنّها عبارة عن حديث عام ووصف لوفاة هشام ، بدليل أنّها لم تذكر المناظرات التي حصلت مع هشام ، بل أوردت فقط أنّ هشاماً مات في علّته التي قبض فيها ، وامتنع عن الاستعانة بالأطبّاء ، ولكن ألحّوا عليه أن يفعل ذلك فأجابهم : «فأدخل عليه جماعة من الأطبّاء فكان إذا دخل الطبيب عليه وأمره بشيء سأل هشام يا هذا هل وقعت على علّتي؟ فمنهم من كان يقول : لا ، ومنهم من قال : نعم ، فإن استوصف ممّن يقول نعم وصفها ، فإذا أخبره كذّبه ، ويقول هشام : علّتي غير هذه ، فيُسأل عن علّته ، فيقول : علّتي قرح القلب ممّا أصابني من الخوف ، وقد كان قدّم ليضرب عنقه ، فأقرح قلبه ذلك حتّى مات».
إذن ، رواية عمر هذه ، هي عبارة عن ذكر حال وفاة هشام وتحديد علّة وفاته. وهكذا ، وعلى الأرجح ، ومن خلال جمع هذه الروايات الثلاث نكون قد بيّنا قصّة وفاة هشام.
وإنّني أُرجّح رواية يونس بن عبد الرحمن ؛ لأنّه يعتبر من أصحاب
__________________
(١) رجال الكشّي : ٢٥٨ رقم ٤٧٧ و ٢٦٦ رقم ٤٨٠.