ولكن اختلفت المصادر في المناظرة الأخيرة من حياة هشام ، والشخص الذي مات عنده.
فالصدوق أورد رواية واحدة عن وفاة هشام ، وبيّن أنّ مناظرته الأخيرة كانت عن الإمامة ، وفي مجلس يحيى بن خالد وبوجود عدد من المتكلّمين ، وآخر مناظرة حصلت مع ضرار بن عمرو الضبّي حين سأله ضرار عن إمام هذا العصر؟
أمّا الكشّي ، فقد ذكر ثلاث روايات عن موت هشام :
الأُولى : عن عمر بن يزيد ـ هذا الذي نادى هشاماً بابن أخي(١) ، وذكر بأنّه كان جهميّاً وآمن بالصادق ، عمر هذا ـ حدّثنا بأنّ هشاماً مات لعلّة في القلب ، بعد أن عجز الأطبّاء من شفائه.
الثانية : عن يونس بن عبد الرحمن ، وهو صاحب هشام وخلفه في الردّ على المخالفين كما ذكرت سابقاً ، وأورد يونس أنّ مناظرة هشام الأخيرة كانت في مجلس يحيى بن خالد وبحضور عددِ من المتكلّمين ، وآخر حديث لهشام كان ردّاً على سليمان بن جرير (زيدي) حول إطاعة الإمام موسى الكاظم إذا ما طلب منه الخروج بالسيف.
وتذكر الرواية : إنّ هشاماً هرب من بعد المناظرة ، ومات في الكوفة.
ثالثاً : عن يونس (هكذا دون ذكر نسبه) ، يذكر أنّه كان مع هشام في مسجده عندما أتاه صاحب بيت الحكمة ، وقال له بلسان يحيى بن خالد : بأنّك يا هشام أفسدت على الرافضة دينهم ؛ لأنّهم يزعمون أنّ الدين لا يقوم إلاّ بإمام حيٍّ ، وهم لا يدرون إمامهم اليوم حيٌّ أو ميّت؟
__________________
(١) رجال الكشّي : ٢٥٦ رقم ٤٧٦ ، وانظر التعليق على هذا القول في اسمه وكنيته ولقبه.