لسانه أشدّ من ضربة ألف سيف(١).
فلذلك صمّم هارون الرشيد على قتل هشام ، وحبس الإمام الكاظم بعد مناظرة هشام الأخيرة في مجلس يحيى(٢) ، فضلاً عن سجنه رجالات الشيعة ، كابن التمّار ، وسليمان النوفلي(٣).
وكأنّ هارون أصبح لديه هاجسٌ من خطّ الإمامة المتمثّل بموسى الكاظم وأصحابه ، فلذلك نجد أنّ هشاماً توفّي سنة ١٧٩ هـ ، كما سنثبّته لاحقاً ، وابن التمّار في السنة نفسها(٤).
وهذا ليس صدفة ، بل هو خوف هارون على الملك والسلطة.
٥ ـ وفاة هشام بن الحكم :
إذن ، قرّر هارون الرشيد قتل هشام ، ولكن كيف تمّ هذا القتل؟ وبمعنى آخر ، هل ذكرت المصادر شيئاً عن موت هشام؟
في الواقع ، وجدت مصدرين فقط يتحدّثان عن قصّة وفاة هشام. والمصدران هما : الشيخ الصدوق في كمال الدين وتمام النعمة والكشّي في رجاله.
اتفقت المصادر على أنّ هشام بن الحكم مات على أثر علّة ، وهي قرح في القلب ، وأنّه هرب من هارون الرشيد ، ومات في زمانه في الكوفة.
__________________
(١) كمال الدين : ٣٦٧.
(٢) رجال الكشّي : ٢٦٢ رقم ٤٧٧.
(٣) رجال الكشّي : ٢٦٢ رقم ٤٧٧.
(٤) الأعلام ٧ / ٣٧ رقم ٢٨١.