ونقل مسلم جواب هشام ليحيى ، فنقله هذا بدوره لهارون ، فطلب هشام فوجده قد مات في الكوفة.
إذن ، هذه هي الروايات التي تحدّثت عن وفاة هشام.
ولكنّني سأحاول أن أعرض هذه الروايات حسب ما وردت في مصادرها ، وذلك توضيحاً لهذا المبحث ، ولأهمّية أن نعرف المناظرة الأخيرة من حياة هشام بن الحكم ، وسأُعلّق عليها ، وأُقارن وأجمع فيما بينها ؛ لأنّ منهج الجمع هو من يوحّد بين الروايات لا غير سواه ويوضّح قصّة وفاة هشام.
والجدير ذكره ، أنّ صاحب بحار الأنوار ينقل لنا رواية عن كتاب البرهان ، ومضمون الرواية هي نفسها المعروضة عند الشيخ الصدوق ، مع بعض التفاصيل في المناظرة ، ويبيّن فيها أنّ يحيى كان محبّاً لهشام ، وأنّ هشاماً توفّي على أثر هربه من المجلس تاركاً رداءه في هذا المجلس ؛ ليوهم الجمع أنّه عائد ، وذهب من فوره إلى الكوفة ، ومات فيها(١). ولذلك فلن أتعرّض لهذه الرواية لأنّها شبيهة برواية الصدوق.
علّة وفاة هشام بن الحكم عند الشيخ الصدوق :
نقل الشيخ الصدوق في كتابه كمال الدين وتمام النعمة(٢) ، ونقل عنه الرواية المجلسي في البحار(٣) ، أنّ وفاة هشام بن الحكم حصلت كما يلي :
١ ـ بناء على طلب من هارون الرشيد ، جمع يحيى بن خالد
__________________
(١) بحار الأنوار ٦٩ / ١٥١ ح ٢٨.
(٢) كمال الدين وإتمام النعمة : ٣٦٢ ـ ٣٦٨.
(٣) بحار الأنوار ٤٨ / ١٩٧ ـ ٢٠٣ ح ٦.