في عصره(١).
ومن خلال هذه المجالس ، المنعقدة يوم الأحد من كلّ أسبوع(٢) ، تعرّف هارون الرشيد على هشام بن الحكم ، وأُعجب به ، واستحسن كلامه ، وأمر بجوائز عديدة له(٣).
ولكن فيما بعد انقلب هارون على هشام وتغيّر قلبه نحوه ولطالما كان يهمّ بقتله(٤).
وذلك لأسباب عديدة منها : تشييع هشام عند هارون من قبل يحيى بن خالد البرمكي ، بقوله لهارون بأنّه : استبطن أمر هشام وأنّه يقول : بوجود إمام لهذا العصر غير هارون الرشيد(٥).
وحسب ظاهر النصوص ، أنّ هشام بن الحكم انتبه لهذا الأمر ، وأسرّ إلى تلميذه يونس بن عبد الرحمن ، بأنّ هذا الملعون ، أي يحيى بن خالد البرمكي ، قد انقلب عليه ، حتّى أنّه تمنّى إذا ما شفي من مرضه ، سيترك الكلام ويذهب إلى الكوفة ويلزم المسجد ، وينقطع عن مشاهدة هذا الملعون(٦).
والجدير ذكره ، أنّ هارون الرشيد والظاهر من نصّ آخر ، أنّه أدرك خطورة هشام بن الحكم عليه حتّى أنّه في إحدى مناظرات هشام التي سمعها منه عضَّ على شفتيه ، وقال : هذا حيٌّ ويبقى ملكي ساعة ، والله أنّ
__________________
(١) مروج الذهب ٣ / ٣٧٢.
(٢) كمال الدين : ٣٦٧ ، بحار الأنوار ٤٨ / ١٩٧ ح ٧ عن كمال الدين.
(٣) الفصول المختارة : ٥٠ ، المناقب لابن شهرآشوب ١ / ٢٦٨ ، بحار الأنوار ٢٩ / ٦٩.
(٤) الاختصاص : ٩٦.
(٥) كمال الدين : ٣٦٧ ، بحار الأنوار ٦٩ / ١٥١ ح ٢٩.
(٦) رجال الكشّي : ٢٦٠ رقم ٤٧٧.