مع الإمام الكاظم(١). وبعد موت الصادق ، التزم هشام بإمامة الكاظم ، وأثناء حياة الكاظم آمن هشام بإمامة الرضا من بعد أبيه ، حتّى أنّه لمّا عرف ذلك من علي بن يقطين ضرب هشام جبهته براحته وقال : إنّ الأمر والله فيه من بعده(٢). ويعتبره الشيخ المفيد من الراوين على إمامة الرضاعليهالسلام(٣).
٤ ـ علاقته بهارون الرشيد والبرامكة :
هذا الحبّ والإخلاص والتفاني بمذهب الإمامة ، حمله معه هشام بن الحكم إلى كلِّ مكان ، وكان يجاهر به في كلِّ لحظة وزمان ، فعرف كشيخ للإمامية ، ومنظّر للمذهب(٤) في مجالس هارون الرشيد والبرامكة.
وعاش هشام فترة من حياته في منزلة رفيعة عند بني برمك ، وبالذات عند يحيى بن خالد البرمكي ، الذي انقطع إليه هشام وكان القيّمَ في مجالس كلامه ونظره(٥) ، وفي هذه المجالس كان «الحَكَم» فيما بين المتكلّمين إذا ما اختلفوا بمسائل كلامية(٦).
وهذا ليس بالغريب ، وهو الحاذق بصناعة الكلام(٧) ، وكبير الصنعة
__________________
(١) رجال الكشّي : ٢٧٠ رقم ٤٨٧.
(٢) الكافي ١ / ٣١١ ح ١ ، عيون أخبار الرضاعليهالسلام ١ / ٢١ ح ٣ ، الإرشاد ١ / ٢٤٩ ، الغيبة : ٣٥ ، بحار الأنوار ٤٩ / ١٣ ح ٤.
(٣) الإرشاد ١١ / ٢٤٨.
(٤) الفصول المختارة : ٥٠ ، المناقب ـ لابن شهرآشوب ـ : ١ / ٢٦٨.
(٥) رجال ابن داوود ١ / ٢٠٠ رقم ١٦٧٤ ، الفهرست ـ للطوسي ـ : ٢٥٩ رقم ٧٨٣ ، الفهرست ـ لابن النديم ـ : ٢٢٣.
(٦) رجال الكشّي : ٢٥٩ رقم ٤٧٧.
(٧) الفهرست ـ للطوسي ـ : ٢٥٩ رقم ٧٨٣ ، الفهرست ـ لابن النديم ـ : ٢٢٣.