منهم له»(١).
وهذا الكلام من الرضا عليهالسلام ـ لاسيّما حسد الأصحاب لهشام ـ ، يوضّح لنا الروايات الذامة في حقّ هشام.
حتّى الإمام الجواد عليهالسلام (ت ٢١٩) ، وبعد ثلاثة عقود ونيّف ، عندما سئل عن هشام بن الحكم ، قال عليهالسلام : «رحمه الله ، ما كان أذبّه عن هذه الناحية»(٢).
هذه المحبّة من الإمامين الصادق والكاظم عليهماالسلام ، ردّها هشام إخلاصاً وتفانياً ، حتّى أنّه روي عنه دعاء كان يقول به دائماً ، يبيّن لنا مدى عشقه وإخلاصه للأئمّة.
يقول هشام : «اللّهمّ ما عملت وأعمل من خير مفترض وغير مفترض ، فجميعه عن رسول الله وأهل بيته الصادقين صلواتك عليه وعليهم حسب منازلهم عندك ، فتَقَبّل ذلك كلّه منّي وعنهم ، وأعطني من جزيل جزاك به حسب ما أنت أهله»(٣).
وكثيراً ما كان هشام يؤكّد على هذا الدعاء ، وأنّ جميع ما يعمله عن الرسول وأهل بيته : فهو من أئمّته ، فمثلاً بعد مناظرته لعمرو بن عبيد قال له الصادق عليهالسلام : «من أين تعلّمت هذا؟» ، أكّد هشام بأنّ كلامه أخذه عن إمامه ، وألّف فيه شيئاً ما(٤).
حتّى إنّه إذا ما أراد الإمام حاجة ما ، قام بها هو قبل غيره ، كما حصل
__________________
(١) رجال الكشّي : ٢٧٠ رقم ٤٨٦.
(٢) أمالي الطوسي : ٤٦ ح ٥٦ ، رجال الكشّي : ٢٧٨ رقم ٤٩٥ ، خلاصة الأقوال : ٢٨٩ رقم ١٠٦١ ، بحار الأنوار ٤٨ / ١٩٧ ح ٥ نقلاً عن أمالي الطوسي.
(٣) رجال الكشّي : ٢٧٤ رقم ٤٩٢.
(٤) الكافي ١ / ١٧٠ ـ ١٧١ ح ٣ ، علل الشرايع : ١٩٥ ح ٢ ، كمال الدين : ٢٠٩.