ثابت(١) : «يا هشام ، ما زلت مؤيّداً بروح القدس ما نصرتنا والشفاعة من ورائك». حتّى كان هشام يتقوّى في هذا الدعاء في بعض مناظراته الحرجة(٢).
وكان الصادق عليهالسلام يثني عليه كثيراً(٣) ، حتّى ظنَّ النّاس أنّ هشام بن الحكم من ولد عقيل(٤).
وذات مرّة ـ وبعد مناظرة ، وبوجود عدد من أصحاب الإمام الصادق عليهالسلام ـ قال له : «مثلك يا هشام فليكلّم الناس ، اتّق الزلّة والشفاعة من ورائك»(٥).
وكذلك الإمام الكاظم عليهالسلام ، ومن شدّة اهتمامه وحبّه وثقته بهشام ، كان يكلّفه بأُموره الخاصّة جدّاً ، وأعطاه ذات مرّة عشرة الآف درهم ، وقال له : «كُل ربحها ورد إلينا رأس المال»(٦) ، ودعا له أن يكون ثوابه الجنّة(٧).
كما نجد أنّ الأئمّة بعد موت هشام ترحّموا عليه ، فالإمام الرضا عليهالسلام(ت ٢٠٣ هـ) ، وبعد سؤال من سليمان بن جعفر الجعفري عن هشام بن الحكم قال : «رحمه الله ، كان عبداً ناصحاً أوذي من قبل أصحابه حسداً
__________________
(١) تاريخ مدينة دمشق : ١٢ / ٣٩٢.
(٢) الفصول المختارة : ٤٩ ، بحار الأنوار ١٠ / ٢٩٣ ح ٢ عن الفصول المختارة.
(٣) وسائل الشيعة ٢٧ / ١٧٧ ح ٣٣٥٣٣ ، بحار الأنوار ٢٣ / ٩ ح ١٢ ، نقلاً عن الاحتجاج و ٢٩ / ٦٩.
(٤) الكافي ١ / ١٧١ ح ٤ ، الإرشاد ٢ / ١٩٥ ، إعلام الورى بأعلام الهدى ١ / ٥٣١.
(٥) الإرشاد ٢ / ١٩٩ ، بحار الأنوار ٤٨ / ٢٠٥ ح ٧ نقلاً عن الإرشاد ، والإعلام ، الاحتجاج ٢ / ١٢٥ ، إعلام الورى بأعلام الهدى ١ / ٥٣٤.
(٦) رجال الكشّي : ٢٦٩ رقم ٤٨٤.
(٧) رجال الكشّي : ٢٧٠ رقم ٤٨٧.