والمكانة العليا لديهما ، كروايته المادحة عن الإمام لابن الطيّار(١) ، وحمران بن أعين(٢) ، وهذا نادراً ما نجده عند الأصحاب إلاّ من كانت سريرته طيّبة.
وكان هشام فقيهاً ، ناقلاً للحديث(٣) ، ومدقّقاً فيه ، ويحذّر من المدسوس في كتب الشيعة ، لاسيّما الغلوّ فيه ، ويردّه حسب رواية الصادق إلى المغيرة بن سعيد(٤) ، حتّى أنّ تلميذه يونس بن عبد الرحمن ، عندما سأله بعض أصحابه عن سبب شدّته في الحديث ، وإنكاره لما يرويه بعض الأصحاب ، دافع عن منهجه بكلام رواه له أستاذه هشام بن الحكم ، بأنّ أبي عبدالله الصادق عليهالسلام حذّر من الحديث الذي لا يوافق القرآن والسنّة(٥).
وكان لهذه الشخصية العبقرية الموقع الكبير عند الإمامين الصادق والكاظم عليهماالسلام ، فالصادق دعا له ، وقال : «هشام بن الحكم رائد حقّنا ، وسائق قولنا ، المؤيّد لصدقنا ، والدّافع لباطل أعدائنا ، من تبعه وتبع أثره تبعنا ، ومن خالفه وأَلحَدَ فيه فقد عادانا وأَلحَدَ فينا»(٦).
إذن ، هشام بن الحكم عند الصادق عليهالسلام هو الفصل ما بين التابع للإمامة والملحد فيها ، وكيف لا يكون كذلك ، وهو الذي دعا له الصادق عليهالسلام بالدعاء نفسه الذي دعا به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) للشاعر حسان بن
__________________
(١) رجال الكشّي : ٣٤٩ رقم ٦٥١.
(٢) رجال الكشّي : ١٨٠ ـ ١٨١ ، الاختصاص : ١٩٦.
(٣) عالجت هذا الأمر في أطروحتي وفي فصل مستقل هو الفقه عند هشام.
(٤) رجال الكشّي : ٢٢٥ رقم ٤٠٢.
(٥) رجال الكشّي : ٢٢٤ رقم ٤٠١.
(٦) معالم العلماء : ١٢٨ رقم ٨٦٢.