قصيدته التي يقول فيها(١) :
مَتى يَشفِيكَ دَمْعُكَ مِنْ هُمولِ |
|
وَيَبرُدُ ما بِقَلبِكَ مِنْ غَليلِ |
ألا يا رُبَّ ذِي حَزَن تَعَايا |
|
بِصَبر فاستراحَ إلى العَويلِ |
قُتِيلٌ مَا قَتِيلُ بَنِي زِيَاد |
|
ألا بِأَبِي وأُمِّي مِنْ قَتيلِ |
رُوَيدَ ابنِ الدَّعيِّ ومَا ادّعاهُ |
|
سَيَلقى ما تَسَلّفَ عَنْ قَليلِ |
غَدَتْ بِيضُ الصَّفائِحِ والعَوالي |
|
بأيدِي كُلِّ مؤتَشِب دَخيلِ |
مَعاشِرُ أوْدَعَتْ أيّامُ بَدْر |
|
صُدُورَهُمُ وَدِيعَاتِ العَليلِ |
فَلَمّا أمكَنَ الإسلامُ شَدُّوا |
|
عَلَيهِ شِدّةَ الحَنِقِ الصَّؤولِ |
فوافَوا كَرْبلاءَ مع المَنايا |
|
بِمرادة مُسوَّمَةِ الخُيولِ |
وأبناءُ السَّعادةِ قَدْ تَواصَوا |
|
عَلى الحِدْثان بِالصَّبرِ الجَميلِ |
فما بَخَلَتْ أكُفُّهُم بِضَرب |
|
كأمثالِ المَصاعِبَةِ البُزولِ |
ولا وُجِدَتْ عَلى الأصلاَبِ مِنهُمْ |
|
ولا الأكتافِ آثارُ النُّصولِ |
ولكنّ الوُجوهَ بِها كُلومٌ |
|
وفَوقَ نُحورِهِمْ مَجرى السُيّولِ |
أُرِيقَ دَمُ الحُسينِ وَلَم يُراعُوا |
|
وَفِي الأحياءِ أمواتُ العُقولِ |
فَدَتْ نفسٌ جَبينَكَ من جَبِين |
|
جَرى دَمُهُ عَلى خَدٍّ أسيلِ |
أَيَخْلو كُلُّ ذي وَرَع ودين |
|
مِنَ الأحزَان والهَمِّ الطَّويلِ |
فُؤادَكَ والسُّلوَّ فَإنَّ قَلبي |
|
سَبَايا أن تَعُودَ إلى ذُهولِ |
وَقَدْ شَرِقَتْ رِمَاحُ بَني زِياد |
|
بِرِيٍّ مِنْ دِمَاءِ بَني الرّسولِ |
أَلَمْ يَحْزُنكَ سِرْبٌ مِنْ نِساء |
|
لاِلِ محمّد خُمشِ الذُّيولِ |
يُشقِّقنَ الجُيُوبَ عَلى حُسَين |
|
أيامي قَدْ خَلَونَ مِنَ البُعولِ |
__________________
(١) زهر الآداب ٣ / ٧٠٥.