يسمّون النبي أباً ويأبى |
|
من الأحزاب سطر من سطور |
أو يقول :
فإن شكروا فقد انعمت فيهم |
|
وإلاّ فالندامة للكفور |
وإن قالوا بنو بنت فحقٌّ |
|
وردّوا ما يناسب للذكور |
وما لبني بنات من تراث |
|
مع الأعمام في ورق الزبور |
إنّه دفاع مستميت عن العباسيّين ، وقد أغناهم في كلامه هذا عن سائر الأقوال والحجج ، كما أنّ خذلانه لبيت النبي والزهراء عليهاالسلام يُعدّ دفاعاً آخر للعباسيّين ، وقد طار الرشيد فرحاً وانتعش مسروراً لهذا الدفاع.
وعليه فإنّ الرجل ركن إلى أطماع عريضة طويلة ، بحيث كانت أموال الرشيد وصلاته ـ التي نالها الشاعر ـ أقوى من عقيدة النّمري.
كان منصور النّمري متكسّباً في شعره ، وقد دفعه الأمر أن يذمّ أهل البيت عليهمالسلام أمام الرشيد ؛ طلباً للمال والجائزة وتقرّباً لرجال الدولة العباسية.
من ذلك أنّه مدح الرشيد وهجا آل علي عليهمالسلام ، فضجر هارون وقال له : يا بن اللخناء أتظنّ أنّك تتقرّب إليّ بهجاء قوم أبوهم أبي ونسبهم نسبي ، وأصلهم وفرعهم أصلي وفرعي؟!
فقال النّمري : ما شهدنا إلاّ بما علمنا. فازداد غضبه وأمر مسروراً فضربه في عنقه وأُخرج من البلاط.
ممّا اضطر الشاعر أن يغيّر من أُسلوبه ، وينشد هارون في مدح آل البيت عليهمالسلام ، فقال :
بَني حَسَن ورهط بَني حُسينِ |
|
عَليكُمُ بالسّداد من الأُمور |
فَقَد ذُقتم قراع بني أبِيكم |
|
غَداة الرّوعِ بالبِيض الذكور |