وأيّ شريعة أو مبداء يجوّز لنا سبّ أهل البيت عليهمالسلام أو إغماط حقّهم كي نصبوا إلى دنيا زائلة ومتاع قليل؟!
في الوقت الذي تبذل الأرواح والأنفس والأموال لأجلهم والدفاع عنهم وعن حقّهم السليب .. وهذا التاريخ يحدّثنا عن الأوائل الذين أرخصوا دماءهم من أجل أئمّتهم عليهمالسلام ، وما ساوموا قيد شعرة سواء في حبّهم أو ولائهم أو انتمائهم ، ناهيك عن البعض الآخر الذين كانوا يجهرون بذلك الحبّ والولاء بوجه الطغاة من بني أُمية ومن بني العبّاس ..
وهل غاب عن ذهن الشاعر ما كان عليه حجر بن عدي الكندي وأصحابه الكرام من صمود وتفاني من أجل العقيدة والمبدأ؟! حقّاً لو قيل عنهم : إنّهم من حواري أمير المؤمنين عليهالسلام؟
وهل نسي الشاعر موقف التوّابين وما أقدموا عليه من التضحية والفداء طلباً بدم الحسين عليهالسلام؟!
أم هل نسي الشاعر موقف الفرزدق والكُميت من طغاة زمانهم.
أم نسي الشاعر موقف السيّد الحميري ودعبل الخزاعي وأضرابهم؟!
مهما يكن من عذر لدى الشاعر ؛ فإنّ المال والتزلّف إلى الظالمين ليس له أيّ مسوّغ ، والتقية هنا ليس لها أيّ مبرّر ، بل في ما أظنّ أنّ استخلاص المال بهذه الطريقة أنّها دناءة وسقوط.
وإلاّ فإنّ الشاعر كان في غنىً عن هذا الالتواء والابتذال وكان باستطاعته أن يسلك مسلك بقية الشعراء فيمدح وليّ نعمته الزائف ـ الرشيد ـ دون أن يتعرّض للعلويّين بسوء ، أو يهاجمهم بشعر قد أسخط الله سبحانه والرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ، اُنظر إلى قوله :
ألا لله درّ بني علي |
|
وزور من مقالتهم كبير |