فإلى أيّ حدّ كان هذا الشاعر متخاذلاً؟! وهل لمثله أن يعدّ من الشيعة؟! فهذا شعره يشكّل طعنة في صميم التراث الشيعي وخنجراً في صدر عقائدهم ، وشوكة تؤلم كلّ شيعي غيور انظر كيف يمدح الرشيد ويلبسه ثوب الخلافة فيقول :
إنّ الخلافة كانت إرثَ والدكُم |
|
من دون تيم وعفو الله مُتَّسِعُ |
ثم يقول :
وما لآل عليٍّ في إمارتكم |
|
حقٌّ وما لهم في إرثكم طمعُ |
يا أيّها الناس لا تعزب عقولكم |
|
ولا تضيفكم إلى أكنافها البدعُ |
العمُّ أولى من ابن العمِّ فاستمعوا |
|
قول النّصيح فإنَّ الحقّ يستمعُ |
هذا كلام لا يقوله حتّى جهّال الناس ، بل حتّى المناوئين لأهل البيت عليهمالسلام ، لو خاطبت ضمائرهم لنطقوا بالحقّ واستسلموا للواقع ... فهذا عمر بن عبد العزيز أوّل من أعاد فدكاً إلى أهلها ، ثمّ توالت الأيدي من بعد حتّى كانت الدولة العباسية ، فهي مرّة تطلق فتمنح لأصحابها الشرعيين ومرّة تشحّ بها نفوس فتحبسها عن أهلها ....
مهما يكن من أمر أنّ عقيدة الشاعر مذمومة في هذا الجانب ، ولو اعتذر الشاعر بأنّه يستعمل التقية بغية للمال فهذا ممّا لا يقبله أي عاقل ، وما قيمة المال تجاه العقيدة والمبدأ ، ثم أي تقيّة هذه قبال المال ... التقية تستعمل أو يستطيع الإنسان يستتر بستارها فيما لو خاف القتل ، لا لمن خاف انصراف المال إلى غيره ..