ولا يخفى أنّ جوائز السلطان وعطاياه الكثيرة ممّا يسيل لها لعاب الشعراء والأدباء ، وقد حرص النّمري كلّ الحرص أن ينافس الشاعر مروان ابن أبي حفصة ويحتلّ الصدارة في بلاط الرشيد.
ومروان الشاعر معروف عند الكلِّ ببغضه الشديد لأهل البيت عليهمالسلاموهجاؤه لهم ، وهذا المسلك هو الذي قرّب مروان إلى البلاط واحتلّ مكانة مرموقة عند هارون ، فما كان من شاعرنا النّمري إلاّ أن يقتفي سيرة صاحبه ومنافسه الوحيد في دار السلطنة العباسية ؛ لذا وجدنا مدائح منصور النّمري للرشيد كانت مشفوعة في الوقت نفسه بذمّ أهل البيت عليهمالسلام والانتقاص من ولد علي وفاطمة عليهماالسلام وردّ دعواهم في مسألتين مهمّتين ؛ الأولى : مسألة الخلافة ، والثانية : مسألة فدك.
وإنّ الشيعة الإمامية لا ينفكّون عن دفاعهم في أحقّيّة أهل بيت العصمة في قضية الخلافة ، وأنّها حقٌّ لأمير المؤمنين عليهالسلام ولابنائه المعصومين عليهمالسلام.
كما أنّ المناظرات والبحوث الكلامية قد أكّدت هذا الحقّ المغتصب.
وأمّا قضية فدك فهي الأُخرى ، ويؤكّدون أهل البيت عليهمالسلام على أنّ من جملة حقوقهم المغتصبة هي أرض فدك التي وهبها الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى ابنته الزهراء في حياته ، وكانت الزهراء عليهاالسلام في حياة أبيها تتصرّف بواردها كيف شاءت ....
إذن مسألة الخلافة وحقّ فدك هي من صلب عقائد الإمامية ، وإنّ النزاع الطويل العريض بين أهل البيت ومشايخ السقيفة هي تلك المسألتين ... فكيف يجرأ هذا الشاعر لأن يقف إلى صفِّ العباسيّين ويخذل العلويّين في حقِّهم المسلوب؟!