الخراساني للفتك بالشاعر ؛ لأنّ الزيدية تقرُّ خلافة الشيخين على العكس من الإمامية ، كما أنّ الزيدية لا تطعن في الأوّل والثاني ، ولا تنسب لهما الظلم ، ولا تعتقد أنّهما تجاوزا في أمر فدك ... وعليه ، فإنّ الخلاف بين الزيدية والإمامية واضح ، ممّا بعث الرشيد أبا عصمة حتّى يكون الانتقام على يد رجل يخالف الشاعر في مذهبه ؛ ومن ثُمَّ يذهب دم القتيل هدراً تحت هذا الغطاء الذي اصطنعه الرشيد ، ولكن لم يوفّق.
وممّا يؤيّد عقيدته الشيعية قوله :
ما كان ولّى أحمدٌ والياً |
|
على عليّ فتولّوا عليه |
بل كانَ أنْ وجَّهَ في عسكر |
|
فالأمرُ والتدبيرُ فيهِ إليه |
قل لأبي القاسم إنّ الذي |
|
ولّيت لم يترك وما في يديه |
وله أبيات يقول فيها :
هل في رسول الله مِنْ أُسوَة |
|
لَو يَقْتدِي القومُ بما سَنَّ فيه |
أخوكَ قد خُولِفتَ فيه كما |
|
خَالف موسى قومُه في أخِيه |
وله أيضاً :
وليس نصير الحقّ من صدَّ دونه |
|
وندّ ولا من شكّ فيه وألحدا |
وله أيضاً :
ممر القوى مستحكِمُ الأمرِ مُطرِق |
|
لَهُ الدهرُ لا وَان ولا مُتَخاذِل |
||
إذا ما رأى والرأي مُغْلقٌ بابُهُ |
|
على القومِ لَم تَسدُد عليه المَداخِل(١) |
||
__________________
(١) الأعيان : ٤٨ / ١١٥.