وذلك لأجل فضل الوسط على الأطراف باعتدال المزاج.
وكل هذه الأحوال : دالة على أن أحوال هذا العالم مربوط بأحوال الشمس.
فإن قيل : زعمتم : أن الإقليم الرابع أفضل الأقاليم. وعليه سؤالان :
الأول : أن الأدوية النافعة لا يتولد شيء منها في الإقليم الرابع ، وإنما يتولد في سائر الأقاليم.
والثاني : إنه لم يخرج من هذا الإقليم أحد من الأنبياء [والرسل (١)]
والجواب عن الأول : إن الدواء إنما يكون دواء ، إذا كانت إحدى الكيفيات غالبة ، وكانت القوة الشمسية غالبة عليه. وهذا إنما يتولد في الأقاليم الخارجة عن الاعتدال.
أما الإقليم الرابع. فإنه لما كان معتدلا ، لا جرم لا يتولد فيه إلا الأجسام الغذائية المعتدلة. أما الأجسام الدوائية ، فإنها لا بد وأن تكون خارجة عن الاعتدال. فلهذا السبب لا تتولد الأدوية في هذا الإقليم.
والجواب عن السؤال الثاني : إن عقول أهل الإقليم الرابع كاملة ، غزيرتهم (٢) متوافرة، وبعضهم يقرب من البعض في الكمال ، فلا جرم لم يخرج منهم الأنبياء. أما سائر الأقاليم فالنقصان غالب عليهم ، فإذا اتفق خروج إنسان كامل عظيم الكمال ، لا جرم ظهر التفاوت ، منتهيا إلى حد الإعجاز [والله أعلم (٣)]
والوجه التاسع من أحوال الشمس : أن المواضع التي تسامتها الشمس على قسمين :
__________________
(١) من (ت)
(٢) غريزة (ط ، ت)
(٣) من (ت)