العالم : أول يحصل (١) لإمكان تأثير قدرة الله تعالى في وجود العالم : أول فيلزم أن يقال : إن قبل ذلك الأول ، ما كان الإمكان الذاتي حاصلا. فيلزم أن يقال : كان الحاصل قبل ذلك المبدأ هو الامتناع الذاتي ، ثم انقلب من الامتناع الذاتي إلى الإمكان الذاتي. وأنه محال. فثبت: أن إسناد الأثر القديم ، إلى المؤثر القديم : غير ممتنع [في العقول (٢)]
الحجة السادسة : إن عفونة الخلط ، توجب حصول الحمّى ، وكما يفتقر حدوث هذه الحمى إلى حدوث هذا السبب ، فكذلك بقاء هذه الحمى ، مفتقر إلى بقاء هذا السبب. فإن عند زوال هذه العفونة ، يمتنع بقاء الحمى العفونية. فيثبت : أن إسناد الممكن إلى المؤثر حال بقائه : غير ممتنع. وأيضا : فالمتكلمون يقولون : العالمية الأزلية ، معللة بالعلم الأزلي. والقادرية الأزلية معللة بالقدرة الأزلية. والعلم الأزلي ، مشروط بالحياة الأزلية. فقد صرحوا بأن الأزلي ممكن أن يكون معللا بالعلة المؤثرة. فكيف استبعدوا تعليل الأثر القديم ، بالمؤثر القديم؟
الحجة السابعة : مجموع ما لأجله كان البارئ ، مؤثرا في وجود العالم ، كان حاصلا في الأزل. ومتى كان ذلك المجموع حاصلا ، امتنع تخلف الأثر عنه. ومتى كان الأمر كذلك ، فقد لزم (٣) القطع بكون الأزلي [معللا بالأزلي (٤)] أما بيان الأول : فلأنه لو لم يكن ذلك المجموع حاصلا ، لكان حصوله حادثا. فافتقر إلى مؤثر آخر ، ويعود الكلام الأول فيه. وهو محال. وأما بيان الثاني : فهو أن عند حصول مجموع ما لا بد منه في المؤثرية. لو لم يحصل الأثر ، لزم رجحان أحد طرفي الممكن على الآخر ، لا لمرجح. وهو محال.
__________________
(١) فإن يحصل لإمكان تأثير قدرة الله تعالى في وجود ... الخ (ط ، ت)
(٢) من (ط ، ت)
(٣) كذلك امتنع القطع بكون الأزل. أما بيان ... الخ (ط ، ت)
(٤) من (ط ، س)