(... قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ ...) (١)» (٢).
ولو تحقّق فرض اجتهاد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فإنّ ذلك يعني :
١ ـ جواز مخالفته من قبل المكلّفين ، لأنّ الاجتهاد لا يفيد علماً قطعياً. فقد يخطى المجتهد وقد يصيب. بينما لا تجوز مخالفة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
٢ ـ المعروف عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه كان يؤخّر الجواب على الأسئلة الواردة عليه حتّى يأتيه الوحي بذلك. ومثاله تأخير جواب الزوجة التي جاءته تشتكي زوجها ، فأنزل سبحانه آيات في ذلك. وتأخير البيان عن وقت الحاجة ، بدون مبرّر شرعي أو عقلي ، ينفي دور الدين في الحياة الاجتماعية.
٣ ـ إنّ الاجتهاد يفيد الظنّ ، بينما يفيد الوحي القطع. وإذا كانت لديه (صلى الله عليه وآله وسلم) القدرة على الاتصال بالوحي ، فلا يمكن أن يرجع إلى الظنّ.
أهل البيت عليهمالسلام والتنظيم العلمي للأفكار الفقهية :
وبعد انتهاء عصر نزول القرآن ووفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان لا بدّ لأئمّة الهدى عليهمالسلام من التصدّي لشرح الأحكام الشرعية ، وتنظيم أفكارها ، وتصنيف مصطلحاتها. فكان الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام أوّل من قام بذلك.
__________________
(١) سورة يونس ١٠ : ١٥.
(٢) نهج الحق وكشف الصدق : ٤٠٥ ـ ٤٠٦.