٤٦٠ هـ) في التهذيب (١) ، وأشارا إلى أنّ الإمام الصادق عليهالسلام كان يرجع إليه عند الضرورة.
٢ ـ الجامعة للإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، وهي «صحيفة طولها سبعون ذراعاً بذراع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، واملائه من فَلْقِ فيه (٢) ، وخطّ علي عليهالسلام بيمينه ، فيها كلّ حلال وحرام ، وكلّ شيء يحتاج إليه الناس حتّى الأرش في الخدش» (٣).
وهذان الكتابان كانا من أوائل الكتب التي جمع فيهما العلم الفقهي على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). وقد تكرّر ذكرهما في أخبار الائمّة عليهمالسلام. وربّما كانا كتاباً واحداً سمّي بـ : كتاب علي مرّة وبـ : الجامعة أخرى ، وبـ : الصحيفة ثالثة. والله العالم.
وفي المقابل نأت مدرسة الصحابة نفسها عن كتابة أحاديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بدعوى احتمالية اختلاطها بالقرآن الكريم. وهو اجتهاد لم يصبه التوفيق ؛ لأنّ كتاب الله المجيد محفوظ بين الدفّتين بإرادة الله تعالى القائلة : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (٤).
يقول السيوطي :
«أراد عمر بن الخطّاب أن يكتب السنن واستشار فيها أصحاب
__________________
(١) تهذيب الأحكام ٩ / ٣٢٤ ح ١.
(٢) فلق فيه : شق فمه.
(٣) الفصول المهمة في أصول الأئمة ١ / ٤٨٥.
(٤) سورة الحجر ١٥ : ٩.