ومثال المجمل : (وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ) (١) في احتمال أقبل وأدبر» (٢).
الدليل الروائي :
وهو الدليل الثاني الذي اُبتلي بمشاكل السند والتوثيق والجرح والتعديل. فالشيعة دوّنت السنّة الشريفة المتعلّقة بأحاديث الأحكام وغيرها في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). فقد دوّن أمير المؤمنين عليهالسلام السنّة النبوّية في حياة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). كما يشير عليهالسلام إلى ذلك ويقول : «وما ترك (صلى الله عليه وآله وسلم) شيئاً علّمه الله من حلال ولا حرام ، ولا أمر ولا نهي ، كان أو يكون منـزلاً على أحد قبله من طاعة أو معصية ، إلاّ علّمنيه وحفظته ، فلم أنسَ حرفاً واحداً. ثمّ وضع يده على صدري ودعا الله لي أن يملأ قلبي علماً وفهماً وحكماً ونوراً.
فقلتُ : يا نبيّ الله. بأبي أنت وأمّي. منذ دعوت الله لي بما دعوت ، لم أنسَ شيئاً ، ولم يفتني شيء لم أكتبه» (٣).
وكتابة أمير المؤمنين عليهالسلام تلك أثمرت في تدوين كتابين في أحكام الشريعة هما :
١ ـ كتاب الامام علي عليهالسلام في الآداب والسنن وأحكام الحلال والحرام من إملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وخطّ أمير المؤمنين عليهالسلام. وقد ذكره النجاشي (ت ٤٥٠ هـ) في كتابه الرجالي (٤) ، والشيخ الطوسي (ت
__________________
(١) سورة التكوير ٨١ : ١٧.
(٢) كنز العرفان ١ / ٣ ـ ٤.
(٣) الكافي ١ / ٦٢ ح ١.
(٤) رجال النجاشي ٢ / ٢٦١.