وَإِثْماً مُّبِيناً * يَا أَيُّهَا الْنَّبِيُّ قُلْ لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَلبِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ الله غَفُوراً رَّحِيماً * لَئِن لَمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لاَ يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلاَّ قَلِيلاً * مَّلْعُونِينَ أيْنَما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً * سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً) (١).
وهذا الذيل يُنزل لعنة الله في الدنيا والآخرة على مَن نزلت آيات الحجاب فيهم من الصحابة الّذين آذوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في نسائه ، وأنّهم من فئة (الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ) ..
قال النحّاس في معاني القرآن : «وقوله عـزّ وجلّ : (ومَا كانَ لَكُمْ أنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ ولاَ أنْ تَنكِحُوا أزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أبَداً) ، قال قتادة : قال رجل من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : إن مات رسـول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم تزوّجت فلانة ؛ قال معمر : قال هذا طلحة لعائشـة» (٢).
وقال النحّاس : «وقوله جلّ وعزّ : (يَا أَيُّهَا الْنَّبِيُّ قُلْ لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَلبِيبِهِنَّ) ، قال أبو مالك والحسـن : كان النساء يخرجـن بالليل في حاجاتـهنّ فيؤذيـهنّ المنافـقون ويتوهّمون أنّهنّ إماء ، فأنزل الله جلّ وعزّ : (يَا أَيُّهَا الْنَّبِيُّ قُلْ لأزْوَاجِكَ) إلى آخـر الآية» (٣).
__________________
(١) سورة الأحزاب ٣٣ : ٥٦ ـ ٦٢.
(٢) معاني القرآن ـ للنحّاس ـ ٥ / ٣٧٣.
(٣) معاني القرآن ـ للنحاس ـ ٥ / ٣٧٧ ـ ٣٧٨.