باسـمه ، ولكنّه وصفه بـ : «كان يدخل قبل الحجاب» ، أي : ممّن يتردّد بالدخـول في بيوت النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وهذا الإخفاء لاسمه هو كالتكنية والإخفاء لاسـم الصحابي الذي نزل فيه صدر الآية في قوله المتقدّم : «وقد قيل : إنّ سـبب أمر الله النساء بالحجاب إنّما كان من أجـل أنّ رجلا كان يأكل مع رسول الله وعائشة معهما ، فأصابت يدها يد الرجل ، فكره ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)» ؛ فهنا أيضاً أخفوا اسم هذا الصحابي الذي هو أيضاً ممّن يدخل في بيوت النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)!
ثمّ قال الطبري في تفسير الآية اللاحقة (١) : «(إِن تُبْدُوا شَيْئاً أوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْء عَلِيماً) ، يقول تعالى ذكره : إن تظهروا بألسنتكم شيئاً ـ أيّها الناس! ـ من مراقبة النساء ، أو غير ذلك ممّا نهاكم عنه ، أو أذىً لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بقول : لأتزوّجن زوجته بعد وفاته ، (أوْ تُخْفُوهُ) ، يقول : أو تخفوا ذلك في أنفسكم ، (فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْء عَلِيماً) ، يقول : فإنّ الله بكلّ ذلك ، وبغيره من أُموركم وأُمور غيركم عليم لا يخفى عليه شيء ، وهو يجازيكم على جميع ذلك» (٢).
الأمر السابع :
وفي ذيل آيات الحجاب قوله تعالى : (إنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلَّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً * إنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالأخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً * وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلوا بُهْتَاناً
__________________
(١) سورة الأحزاب ٣٣ : ٥٤.
(٢) جامع البيان ـ لابن جرير الطبري ـ ٢٢ / ٥٠.