جحش قالت لعمر : إنّك لتغار علينا والوحي ينزل في بيوتنا ، فأنزل الله تعالى آية الحجاب» شاهد على أنّ نزول آية الحجاب كان قبل اعتراض عمر على نساء النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ؛ وذلك لأنّ نزول آية الحجاب ـ كما في أكثر مروياتهم ـ هو عند بناء النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بزينب وعرسـه بها وإطعامه ، وقبل ذلك لم تكن زينب في بيت الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كي تخاطب عمر بأنّ : «الوحي ينزل في بيوتنا» ، كما أنّ لحن قولها هو مواجهته على تطاوله على أمر حجاب نساء النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم).
الأمر الثاني :
إنّ ما رووه من رواية عائشة أنّ : خروج سودة ليلاً لحاجتها بعدما ضرب عليهنّ الحجاب واعتراض عمر لها ، هو الآخر يشهد بأنّ نزول آية الحجاب لم يكن على وفق مراد عمر ؛ بل ظاهر ذلك هو : كون الآية نزلت رادعة لسلوك عمر مع نساء النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ، كما ستأتي شواهد أُخرى على ذلك.
الأمر الثالث :
إنّ انكفاء سودة بعد قول عمر لها ، وتشهيره بها ، ونزول الوحي بالإذن لنساء النبيّ أن يخرجن لحاجتهنّ ، شاهد على ردع الوحي لسلوك عمر مع نساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ؛ لأنّه تشهير باسم زوج الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أمام الناس ، وبأعلى صوته ، وجهاره بمعرفته لها ، وأنّها لا تخفى عليه ، فكيف يمكن توجيه ذلك؟!
وهذا بحدّ ذاته شاهد على أنّ سلوكه لم يكن مناسباً ، وخصوصاً