سودة بنت زمعة زوج النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وكانت امرأة طويلة ، فناداها عمر بصوته الأعلى : قد عرفناك يا سودة ؛ حرصاً أن ينزل الحجاب. قال : فأنزل الله الحجاب» (١).
وروى بسـنده عن عائشة : «قالت : خرجت سودة لحاجتها بعدما ضرب علينا الحجاب ، وكانت امرأة تفرع النساء طولا ، فأبصرها عمر ، فناداها : يا سودة! إنّك والله ما تخفين علينا ، فانظري كيف تخرجين ـ أو كيف تصنعين ـ؟
فانكفأت فرجعت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وإنّه ليتعشّى ، فأخبرته بما كان وما قال لها وإنّ في يده لعِرقاً ، فأُوحي إليه ثمّ رفع عنه وإنّ العِرق لفي يده ، فقال : لقد أذن لكنّ أن تخرجن لحاجتكنّ» (٢) ..
وقد ذكر عدّة طرق لهذه الروايات ، وقد وردت في مصادرهم الحديثية الأُخرى.
وقبل أن نورد بقية أقوالهم ورواياتهم نستخلص جملة أُمور ـ ممّا سبق ـ تؤكّد أنّ هذه الواقعة لنزول الآية هي إحدى الدواهي التي أقدم عليها بعض كبار الصحابة ، ثمّ جعلت منقبة له ؛ تغطيةً للحدث ، كما سيتبيّن أنّ جملة آيات الحجاب واردة ردعاً لسلوكيات عدّة من الأسماء اللامعة في الصحابة :
الأمر الأوّل :
إنّ ما رووه في مصادرهم الحديثية بطرق متعدّدة أنّ : «زينب بنت
__________________
(١) جامع البيان ـ لابن جرير الطبري ـ ٢٢ / ٤٩.
(٢) جامع البيان ـ لابن جرير الطبري ـ ٢٢ / ٤٩.