الفراغ من الطعام ، أو يمنعكم من الدخول إذا دخلتم بغير إذن مع كراهيّته لذلك منكم ، والله لا يستحي من الحقّ أن يتبيّن لكم ، وإن استحيى نبيّكم فلم يبين لكم كراهية ذلك ؛ حياءً منكم.
(وَإذَا سَأَلْتُـمُوهنَّ مَتاعاً فَسْألُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَاب). يقول : وإذا سألتم أزواج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ونساء المؤمنين اللواتي لسن لكم بأزواج متاعاً فاسألوهنّ من وراء حجاب ؛ يقول : من وراء سـتر بينكم وبينهنّ ، ولا تدخلوا عليهنّ بيوتهنّ.
(ذلِكُمْ أطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وقُلُوبِهِنَّ). يقول تعالى ذكره : سؤالكم إيّاهنّ المتاع ، إذا سألتموهنّ ذلك من وراء حجاب ، أطهر لقلوبكم وقلوبهنّ من عوارض العين فيها ، التي تعرض في صدور الرجال من أمر النساء وفي صدور النساء من أمر الرجال ، وأحرى من أن لا يكون للشيطان عليكم وعليهنّ سبيل.
وقد قيل : إنّ سبب أمر الله النساء بالحجاب إنّما كان من أجل أنّ رجلا كان يأكل مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعائشة معهما ، فأصابت يدها يد الرجل ، فكَرِه ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)» (١) ..
وروى ذلك عن مجاهد.
وقال : «وقيل : نزلت من أجل مسألة عمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ..
وروى بسنده عن عائشة ، قالت : إنّ أزواج النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) كنّ يخرجن بالليل إذا تبرّزن إلى المناصـع ، وهو صعيد أفيح ، وكان عمر يقول : يا رسول الله! احجب نساءك. فلم يكن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يفعل ، فخرجت
__________________
(١) جامع البيان ـ لابن جرير الطبري ـ ٢٢ / ٤٨.