مُكرهاً ، وأنّه تشهّد الشهادتين ..
روى القمّي في تفسيره بعد ذلك أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لعقيل : «قد قتل الله ـ يا أبا يزيد! ـ أبا جهل بن هشام ، وعتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، ومنية وبنية ابني الحجّاج ، ونوفل بن خويلد ، وسهيل بن عمرو ، والنضر بن الحارث بن كلدة ، وعقبة بن أبي معيط ، وفلاناً وفلاناً.
فقال عقيل : إذاً لا تُنازَع في تهامة ، فإن كنت قد أثخنت القوم ألا فاركب أكتافهم. فتبسّـم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من قوله.
وكان القتلى ببدر سبعين ، والأسرى سبعين ، وقد قتل أمير المؤمنين عليهالسلام سبعة وعشرين ولم يؤسـر أحداً» (١).
وهذا دالّ بوضوح على أنّ أُسارى بني هاشم الثلاثة كانوا في اصطفاف لنصرة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وإن أكرهتهم قريش للقتال في بدر ..
قال السـيّد المرتضى قدسسره : «إنّهم لمّا تباعدوا عن العريش وعن مرآه (صلى الله عليه وآله وسلم) أسروا من أسروا من المشركين بغير علمه (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ولا يبعد أن يكون هو عليه السلام لم يأسر حتّى فرّ الكفار وانهزموا وتباعدوا وانتهى الأمر إلى آخره ووضعت الحرب أوزارها ، فحينئذ أُسر من أُسر ...
وأمّا الأمر بالقتل في قوله تعالى : (فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَان) (٢) ، فالمراد به : الكثرة لا محالة ، لا عموم ضرب أعناق الكفّار بلا خلاف ، فالقتل المدلول عليه بالآية لا ينافي الأسـر ، وممّا يدلّ على أنّ المراد به : الكثرة ، هذه الآية ؛ فإنّها كالمفسّـرة لتلك ..
وكذلك قوله تعالى : (فإذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَروا فَضَرْبَ الرِّقابِ
__________________
(١) تفسير القمّي ١ / ٢٦٩.
(٢) سورة الأنفال ٨ : ١٢.