وإن شاء فاداهم أنفسهم وإن شاء استعبدهم فصاروا عبيداً» (١).
وقد روي عن الكلبي في قوله تعالى : (فَشُدُّوا الْوَثَاقَ) : «نزلت في العبّـاس لمّا أُسر في يوم بدر فقال له النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) : افد نفسك وابنيْ أخيك ـ يعني عقيلا ونوفلا ـ وحليفك ـ يعني عتبة بن أبي جحدر ـ فإنّك ذو مال.
فقال : إنّ القوم استكرهوني ولا مال عندي.
قال : فأين المال الذي وضعته بمكّة عند أُمّ الفضل حين خرجت ، ولم يكن معكما أحد ، وقلت : إن أُصبت في سفري فللفضل كذا ، ولعبد الله كذا ، ولقثم كذا؟!
قال : والذي بعثك بالحقّ نبيّاً ما علم بهذا أحد غيرها ، وإنّي لأعلم أنّك لرسول الله.
ففدّى نفسـه بمائة أُوقية ، وكلّ واحد بمائة أوقية ، فنزلت : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِمَن فِي أَيْدِيكُم مِنَ الأسْرَى) (٢) ، فكان العبّـاس يقول : صدق الله وصـدق رسوله ؛ فإنّه كان معي عشرون أوقية فأُخذت ، فأعطاني الله مكانها عشرين عبداً ، كلّ منهم يضرب بمال كثير ، أدناهم يضرب بعشرين ألف درهـم» (٣) ..
وهذه الرواية تدلّ على كون الأسرى من بني هاشم لم يكن موقفهم معادياً لمعسكر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وإنّما أُكرهوا على المجيء إلى بدر ، فهم كالأُسارى انتقلوا من أسر إلى آخر ، بل إنّ موقفهم متعاطف مع النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ؛ فقد رووا تجاوب العبّـاس مع النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وإنّه ذكر أنّه كان
__________________
(١) الكافي ٥ / ٣٢.
(٢) سورة الأنفال ٨ : ٧٠.
(٣) بحار الأنوار ١٨ / ١٣٠.