ثالثاً :
إنّ آية الأُسارى صريحة في كون المنّ أو الفداء هو بعد الإثخان فيهم وهزيمتهم و (تضع الحرب أوزارها) فكيف يثبت قبله؟!
ونظير ذلك قولهم بالقتل بعد الإثخان مع إنّ الآية صريحة في الانتهاء بالغاية ، وهي : الإثخان.
رابعاً :
ما استدلّوا به من قتل النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بعض أفراد المشركين بعد الإثخان لا ينافي ظهور وصريح الآية ؛ لإنّها موارد خاصّة ، كعقوبة متخصّصة ، نظير استباحته (صلى الله عليه وآله وسلم) دماء نفر في فتح مكّة ولو كانوا متعلّقين بأستار الكعبة ..
وأمّا فعل أبي بكر وعمر فلا حجّية فيه حسب ما يقرّ أهل سُـنّة الخلافة من عدم عصمتهما وعدم حجّية فعلهما ، بل إنّ الذي ورّطهم في هذا الفهم المقلوب للآيات هو فعل عمر وموقفه اعتراضاً على الساحة النبوية ، من أن إبقاء الأسير بعد انتهاء الحرب كان منهيّاً عنه.
خامساً :
إنّ الذي التزموا به من النسخ المتبادل المتعاكس بين آية الأُسارى وآيات قتال المشركين لا يبرّر ولا يفسّر موقف عمر بالاعتراض والمطالبة بقتل الأسرى بعد الحرب يوم بدر ؛ وذلك لأنّ بين قوله تعالى في شأن الأُسارى في سورة الأنفال : (ما كانَ لِنَبِيٍّ أن يَكونَ لَهُ أسْرى حَتَّى يُثْخِنَ في الأرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا واللهُ يُريدُ الآخِرَةَ وَاللهُ عَزيزٌ حَكيمٌ) ،