أوْ أشَدُّ قَسْوَةً) (١) ..
وبقوله تعالى : (أفَمَن شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلإسْلامِ فَهُوَ عَلى نُور مِن رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقاسيَةِ قُلُوبُهُم مِن ذِكْرِ اللهِ أُولئِكَ في ضَلال مُبِين) (٢) ..
وبقوله تعالى : (وَلكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ مَا كَانُوا يَعْمَلونَ) (٣) ... وغيرها من الآيات الذامّة لقساوة القلب.
تداعيات موقف عمر وأحكام الأسير :
وممّا أوجب اضطراب مؤدّى آيتي الأسير عند أهل سُـنّة الخلافة : ما التزموه في ما يخصّ قصّة الأُسارى في بدر بحسب روايات عمر وموقفه فيها ..
وكلماتهم تشتّتَت في نسبة مفاد قوله تعالى في سورة محمّـد (صلى الله عليه وآله وسلم) : (فإذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَروا فَضَرْبَ الرِّقابِ حتَّى إذا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ فإمَّا مَنّاً بَعْدُ وإمّا فِداءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أوْزارَها) (٤) ؛ فقد ذكر القرطبي أنّهم اختلفوا في تأويل هذه الآية على خمسة أقوال :
الأوّل : إنّها منسوخة ، وهي في أهل الأوثان لا يجوز أن يفادَوا ولا يُمنّ عليهم ، والناسخ لها عندهم : قوله تعالى : (فاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ) (٥) ، وقوله تعالى : (فإمّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ
__________________
(١) سورة البقرة ٢ : ٧٤.
(٢) سورة الزمر ٣٩ : ٢٢.
(٣) سورة الأنعام ٦ : ٤٣.
(٤) سورة محمّـد (صلى الله عليه وآله وسلم) ٤٧ : ٤.
(٥) سورة التوبة (البراءة) ٩ : ٥.