أيّها الناس! إنّـه قد اقترب أجلي ، وكـأنّي بكـم وقد فارقتموني وفارقتكـم ، وإذا (١) فارقتموني بأبدانكـم فلا تفارقوني بقلوبكـم.
أيّها الناس! إنّـه لم يكـن لله نبيّ قبلي خلد في الدنيا فأخلد ، (وإنّ الله تعالى قال) (٢) : (وما جعلنا لبشـر من قبلك الخلد أفإن مِتَّ فهم الخالدون * كـلّ نفس ذائقة الموت) (٣).
ألا وإنّ ربّي أمرني بوصيّـتكـم ..
ألا وإنّي أُريد أن أدلّكـم على سـفينة نجاتكـم ، وباب حطّتكـم ، فمن أراد منكـم النجاة بعدي ، والسـلامة من الفتن المردية ، فليتمسّك بولاية عليّ بن أبي طالب ، فإنّـه الصدّيق الأكـبر ، والفاروق الأعظم ، وهو إمام كـلّ مسـلم (٤) بعدي ، من اقتدى به في الدنيا ورد علَيَّ حوضي ، ومن خالفه لم أره ولم يرني ، واختُلِـج دوني وأُخذ به ذات الشـمال إلى النار.
أيّها الناس! إنّي قد نصحت لكم ، ولكن لا تحبّون الناصحين.
أقول قولي هذا وأسـتغفر الله (٥) لي ولكـم» (٦).
* وحـدّثني ـ بقراءتـه علَيَّ ـ أبو عبـد الله الحسـين بن محمّـد بن عليّ الصيرفي ـ وكـان مشـتهراً بالخلاف لآل محمّـد (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ ، قال :
__________________
(١) في «ب» : «فإذا».
(٢) في «أ» : «والله يقول».
(٣) سـورة الأنبياء ٢١ : ٣٤ و ٣٥.
(٤) في «أ» زيادة : «من».
(٥) في «أ» و «مئة منقبة» زيادة : «العظيم».
(٦) انظر : مئة منقبة : ٦٨ المنقبة الحادية والعشـرون.