ومعنا زيادة ورجحان ، وهي أنّ من أصحاب العامّة مَن قد نقل معنى النصّ الجلي ، وليـس في مخالفي الملّـة أحد نقل مع (١) المسـلمين المعجزات والتحدّي.
وقد أوجدتك فسـاد ما ظننته من أنّ التواتر يوجب علم الاضطرار ، وانزاحت العلّة بواضح الأدلّة وانقطعت الأعذار ، فاسـلك سـبيل الاسـتدلال ، معرِضاً (٢) عن طرق الضلال ، ولا يكـن مَن بَعُـدَ عن الشـريعة ، أقرب منك وأسـرع إلى الطاعة ، فليـس الخلف بيننا ممّا يرجى للمبطل فيه سـلامة ، ما لم يكـن منه التوبة والندامة.
قال المعتزلي :
قد سـمعت جميع ما ذكـرت ، ولم ينشـرح صدري لِما أوردت ، (وفوق كـلّ ذي علم عليم) (٣) ، ولسـت أرى مخالفة الشـيخين أبي عليّ (٤) وأبي هاشـم (٥) ، وهما أقدر منّي على الجواب والنقض ، ولم أزل
__________________
(١) في «أ» : «من».
(٢) في «أ» و «ب» : «معـرّجاً».
(٣) سـورة يوسـف ١٢ : ٧٦.
(٤) هو : أبو عليّ محمّـد بن عبـد الوهّاب بن سـلام الجُبّائي ، من أئمّة المعتزلة وإليه تنتسـب الطائفة الجبّائية ، و «جُبّى» من قرى البصرة ، له مقالات وآراء انفرد بها في المذهب ، له تفسـير حافل مطـوّل ، ردّ عليه الأشـعري.
وكانت ولادة الجبّائي في سـنة ٢٣٥ ، وتوفّي في شـعبان سـنة ٣٠٣ هـ.
انظر : طبقات المعتزلة : ٨٠ ، وفيات الأعيان ٤ / ٢٦٧ رقم ٦٠٧.
(٥) هو : أبو هاشـم عبـد السـلام بن أبي عليّ محمّـد الجُبّائي بن عبـد الوهّاب بن سـلام بن خالد بن حُمران ، متكـلّم مشـهور ، كـان هو وأبوه من كـبار المعتزلة ، له