ومعجزات الأنبياء عليهمالسلام من الأُمور المحسوسة ، فلذلك كان لا سـبيل لمن غاب (عنها إلى علمها إلاّ بسـماع النقل لها) (١) ، ثمّ لا طريق لنا إلى صحّة الأخبار بأسـرها ، كما لا سـبيل إلى إنكارها كلّها ؛ إذ كان منها (حقٌّ وباطل) (٢) ، وفيها صحيح وفاسـد.
والناقلون طائفتان :
(إحداهمـا : قليلة يجوز عليها التواطؤ والافتعال ، مخبرها مشـكّك ، لا يتميّز حقٌّ من باطل.
والأُخرى : كـثيرة لا يجوز عليها التواطؤ والافتعال) (٣) ، فعلى قولها التعويل إذا أخبرت عمّا أدركـته بالحواسّ ، وهؤلاء هم المعنـيّون (٤) بذِكر التواتر في ما سـلف من الكـلام ، فمتى أخبر المتواترون عمّا أدركـوه بمشـاهدة وسـماع ، فقد وجب تصديقهم في الحالين على الاجتماع ؛ لأنّ العادات لم تجرِ بكـذب مثلهم ، ولو كـذبوا لاختلفوا وبطل تواترهم ، ففي اتّفاقهم على ما ينقلون مع اسـتحالة التواطؤ منهم دليل صدقهم.
وقد روى المسـلمون ـ مـع اعتـرافك (٥) بكـثرتهم ـ معجـزاتِ رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وتحدّيه (٦) العرب بالقرآن عن سـلفهم الّذين شـاهدوهم ، وذكـروا أنّهم سـمعوا ذلك منهم ، ولا شـكّ في صدقهم أنّهم
__________________
(١) في «ج» : «عنه إلى علم باسـتماع النقل لها».
(٢) في «أ» : «حقّـاً وباطلا».
(٣) في «أ» العبارة هكـذا : «أحديهما : كـثيرة لا يجوز عليها التواطؤ والافتعال ؛ والأُخرى : قليلة يجوز عليها التواطؤ والافتعال ؛ أمّا الطائفة الأُولى».
(٤) في «أ» : «المعتنون».
(٥) في «ب» و «ج» : «معرفتـك».
(٦) في «أ» : «وأنّـه تحدّى».