لا نصدّقك على ما فيه ، فمـن أين يصـحّ لنا أنّـه واجَـه بذلك الفصحـاء مـن مخالفيه؟!
فلم يجد المعتزلي ملجأً يسـتند إليه ، غير الرجوع إلى النقل الذي كـان عـوّل عليه ، فقـال :
أخبرني سـلفي ، عن كـثرتهم ، عمّن قبلهم من أسـلافهم ، عن السـلف الأوّل منهم ، ممّن لا يجوز الكـذب عليهم ، أنّهم حضروا القوم ، وسـمعوا التحدّي بطرقهم ، وأنّهم لم يمتنعوا من المعارضة إلاّ لعجزهم.
فعند ذلك قال الشـيعي :
الحمد الله على ما ظهر لك من صحّة مقالي (١) ، ورجوعك راغماً إلى التعلّق باسـتدلالي.
ما الفرق بينك بما (٢) اسـتدللت به على صحّـة التحدّي وبين من اسـتدلّ بمثله على صحّة النصّ الجليّ؟!
فضاق الخناق على المعتزلي ، وبقي أسـيراً في يد الشـيعي ، ورأى أنّـه متى طالبه في نقل النصّ بعلم الاضطرار ، طالبه بمثل ذلك اليهودي في التحدّي بالقرآن ، وأمسـك عن الكـلام ، وظهر عجزه وفشـله للخاصّ والعـامّ.
__________________
(١) في «أ» : «مقالتي».
(٢) في «ب» و «ج» : «في ما».