وأنّـه ليضـرّك في إثبات الرسـالة مضرّة ـ إن كـنت مسـلماً ـ أنسـتك (١) الحسـرة والندامـة.
فلمّا اسـتوفى الشـيعي كـلامه .. قال اليهودي للمعتزلي :
أخبرني الآن أيّها الإنسـان ، إذ كـنت قد أعطيت مخالفيك في الملّة القيادةَ ، ومكّنتهم من المراد ، وزعمت أنّك لا تسـتدلّ على نبوّة صاحبك بتلك المعجزات ، فما دليلك الذي تعتمد في هذا الباب؟!
قال المعتزلي :
دليلي على صحّة نبوّته (صلى الله عليه وآله وسلم) القرآنُ ، الذي أبانه الله تعالى ، وظهر عجز الخلق كافّـة عن الإتيان بمثله ، وهو دليل موجود لم ينعدم ، ومعجـزٌ باق لمن علم ، لا نرى أحداً يسـتطيع أن يعارضه ، ولا يتيـسّـر له أن يأتي بسورة مِن مِثله ، فمن شكَّ في ذلك فليتعاطَ المعارضة لنبـيّن له عجزه.
قال اليهودي :
وما في (٢) عجز أهل زماننا هذا عن معارضته من الدليل على عجز الّذين كـانوا في زمانه ، وهل يكـون عجز الأدون في البلاغة والفصاحة دليلا على عجز مَن هو في ذلك الغاية والنهاية؟!
__________________
(١) في «ب» و «ج» : «أنسـبتك».
(٢) لم ترد في «أ».