وأمّا الشـيعي فقال :
لا جزاك الله أيّها المعتزلي خيراً عن الإسـلام وأهله ، وحرمك شـفاعة من أبطلت معجزاته ، منكـراً لفضله (١) ، إن كـان قد حملتك الحميّة على ما بدر منك ، فللحقّ أهلٌ يغني الله بنصرتهم (٢) عنك.
ويحك! أما اتّقيت (٣) الله واختشـيت من رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن تقدم على جرائحه (٤) من معجزاته وآياته التي جعلها الله سـبحانه وتعالى دليلا على صدقه ، وقد نقلها من المسـلمين (أصحاب الحديثين) (٥) ، ودوّنها من المصنّفين جميع المختلفين ، فتزعم أنّك لا تعلم صحّتها ، ولا يحلّ لك أن تسـتدلّ على نبوّته (صلى الله عليه وآله وسلم) بها؟! لقد أتيت أمراً خطيراً ، فاحتقبت وزراً كـثيراً.
ويحك! أتظنّ أنّ إنكـارك اليوم ، وقد عرفت منشـأك ، وأوّلَ بدايتِك ، وعلم تقـدّم الإسـلام لك ولأهل مقالتك في ما نقله المسـلمون قبلك ، هيهات أن يكـون ذلك ، والله لا ينفعك ما ارتكـتبه في دفع الإمامة ،
__________________
(١) في «ج» : «لفضيلته».
(٢) في «ب» و «ج» : «بنصرهم».
(٣) في «ب» : «لقيت» ؛ وفي «ج» : «راقبت».
(٤) الجرائح : جمع الجَرح ، وجَرَحَ الشـيءَ واجترحَه : كـسـبه ؛ وفي التنزيل : (أم حسـب الّذين اجترحوا السـيّئات) أي : اكـتسـبوها ؛ وفلان جارحُ أهلِه وجارِحَتُهم ، أي : كـاسِبُهم.
انظر : لسـان العرب ٢ / ٢٣٤ مادّة «جرح».
(٥) في «أ» : «الأصحاب المحدّثين».
والمراد من «أصحاب الحديثين» : رواة الحديث من أهل السُـنّة والشـيعة.