قال الشـيعي :
قد علمت (١) أنّ الله سـبحانه وتعالى ماثَلَ في الاسـتدلال بين طريقَي الرسـالة والإمامة ، وأنّ الطاعن منكـم ـ معشـر النصّاب ـ في النصّ على أمير المؤمنين عليهالسلام ، إنّما أقام نفسـه مقام اليهودي والنصراني في الطعن على رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
وإنّـا سـنلقي أمركـم في طعونكـم بنقضكـم لها على أنفسـكـم ، إذا أوردوها عليكـم الكـفّار ، فاعتبروا يا أُولي الأبصار ، وأنا أُعيد عليك كـلامك تنبيهاً لك على الحقّ ، كـما أعدت عليك ما قبله حرفاً بحرف ..
فأقول : لو جاز على خَلَفِنا ـ وهم على ما هم عليه من الكـثرة والانتشـار ، والتفرّق في الأصقاع والديار ، وتعذّر التعارف بينهم ، واسـتحالة التواطؤ منهم ـ أن يخبروا عن أسـلافهم أنّهم متواترون مثلهم ، وأنّ (٢) حُكْـمَ أوائلهم في قطع العذر بما يخبرون به حُكْـمُـهُمْ ، ويكون الأمر بخلاف ما يقولون ، وبالضدّ ممّا ينقلون ، وأوائلهم آحاد ، كـما تزعمون ، مفتعِلون وهم لا يعلمون ، لجاز (٣) عليهم الكـذب في جميع ما يشـاهدون ، والافتعال في سـائر ما يخبرون ، حتّى لا نثق بشـيء من أخبارهم ، ولا نعلم صحّة ما غاب عنّا بنقلهم ، ولوجب أن نشـكّ في ما نقلوه من أخبار الملوك والممالك ، وذكـروه من مواضع البلاد والمسـالك ، وسـطروه من السـير والآثار ، ودوّنوه من الوقائع في الأعصار.
__________________
(١) في «ج» : «علمنا».
(٢) في «أ» و «ج» زيادة : «كان».
(٣) هذا جواب «لو» الشـرطية المتقـدّمة.