فإذا نحن سـلّمنا لكم أنّـه قد كـان لهؤلاء النقلة إليكـم أوّلٌ عاصر النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فما الحجّة على أنّهم كـانوا ممّن ينقطع العذر بنقله ، ويجب (قبول قوله) (١)؟!
وما المانع من أن يكـون أوائلكـم آحاداً ، وجماعة شـذّاذاً ، فنقلوا لكـم هذا الخبر ، ونقلوه إلى مَن بعدهم ممّن هم في العدد أكـثر منهم ، ثمّ نقله كـلٌّ منهم إلى مَن هم أكـثر منهم ، فنما وزاد وكـان في أوّله في حيّز (٢) الآحاد ، أو لعلّ هذه الطريقة (٣) نشـأت بعد عصر النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وافتعلت لكـم الخبر فعوّلتم عليه؟!
قال اليهودي ـ وهو متعجّب من المعتزلي ـ :
ما بالكـم (٤) ـ معاشـر المعتزلة ـ تنكـرون في أيّ شـيء احتججتم به على الشـيعة ، ولا تتوقّفون عن مخاطبتهم بلسـان اليهود المخالفين لكـم في الشـريعة؟!
وما ذاك إلاّ لإحدى خصلتين :
إمّا أن يكـون لعدم المعرفة والبصيرة ، فأنتم تنبئون بما سـنح لكـم من غير نظر في عاقبته ولا رويّة ؛ فلذلك أسـرعتَ إلى إيراد هذا المقال ، ولم تتأمّل لزومه عليك (٥) في النبـوّة من غير انفصال ..
__________________
(١) في «ج» : «قبوله».
(٢) في «ب» و «ج» : «خبر».
(٣) في «ج» : «الطريقة المسـند به» ؛ وفي «ب» : «الطريقة المبتدأ به».
(٤) في «ب» و «ج» : «أراكـم».
(٥) في «أ» و «ب» : «لك».