رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نصَّ بالإمامـة عليه (١).
قال المعتزلي للشـيعي :
لسـنا نشـكّ ـ معاشـرَ الشـيعة ـ أنّـكم اليوم قد جاوزتم في الكـثرة حدّ المتواترين ، الّذين إذا أخبروا عمّا شـاهدوه أو سـمعوه كـانوا صادقين ، ولكـنّـكـم لم تحضروا اسـتخلافاً ، ولا عاصرتم النبيّ فسـمعتم منه نصّاً ، وإنّما رويتم مِن غيركم ، وعوّلتم على قول مَن أخبركم ممّن روى ـ أيضاً ـ عن غيره وحكـى قول مخبـره.
__________________
(١) أقـول : هناك طائفة كبيرة من خيار الصحابة والتابعين وعَلِيّة القوم ـ فضلا عن بني هاشم ـ أبت أن تبايع أبا بكر بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ، منهم :
المقداد بن عمرو الكندي ، وسلمان الفارسي ، وأبو ذرّ الغفاري ، وعمّار بن ياسر ، وحذيفة بن اليمان ، وخالد بن سعيد بن العاص الأُموي ، وأبان بن سعيد بن العاص ، وعمرو بن سعيد بن العاص ، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين ، وأبو الهيثم مالك بن التيّهان ، وبريدة بن الحصيب الأسلمي ، وجابر بن عبـد الله الأنصاري ، وأبو أيّوب الأنصاري ، وسهل بن حنيف ، وعثمان بن حنيف ، والبراء بن عازب ، والزبير ابن العوّام ، وسعد بن عبادة وقومه ، ومالك بن نويرة وقومه.
انظر : الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ ٤ / ٧٣ ، أنساب الأشراف ٢ / ٢٦٤ و ٢٦٧ و ٢٧٠ ـ ٢٧٢ و ٢٧٤ وج ٦ / ٤٥ ، تاريخ الطبري ٢ / ٢٣٣ ـ ٢٣٥ و ٢٣٧ ، العقد الفريد ٣ / ٢٧٣ ، الكامل في التاريـخ ٢ / ١٨٩ و ١٩٤ ، شـرح نهج البلاغـة ١ / ٢٢١ و ٦ / ١١ و ٤٠ و ٤٣ و ٤٨ ، الرياض النضرة ١ / ٢٣١ و ٢٣٣ و ٢٣٥ و ٢٤١ ، المختصر في أخبار البشر ١ / ١٥٦ ، البداية والنهاية ٥ / ١٨٦ و ١٨٧ ، السيرة الحلبية ٣ / ٤٧٩ و ٤٨٤.
وهؤلاء إنّما أبوا أن يبايعوا أبا بكر لعلمهم بأنّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قد نصّ بالخلافة على الإمام عليّ عليهالسلام ، وذلك إمّا من خلال ما شاهدوه من الأفعال الصادرة عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) تجاه الإمام عليهالسلام والتي تدلّ على استخلافه له عليهالسلام ، أو من خلال ما سمعوه منه (صلى الله عليه وآله وسلم) من أقوال تؤكّد ذلك.
وقد تقـدّمت هذه الأفعال والأقوال في الصفحات من ٤٧ ـ ٥٣ ؛ فراجـع!