قد كان على يده معجزة ؛ إذ كانت النبـوّة لا تصحّ بهذا القدر.
قال المعتزلي لليهودي :
وأنتم ـ معشـر اليهود ـ وإن لم تعترفوا لي بذلك ، فإنّ الدليل يوجبه عليكـم ، ونقل المتواترين من المسـلمين اليوم حجّة تثبت ما نفيتم.
قال الشـيعي للمعتزلي :
أراك قد رجعت القهقرى ، وعدت (١) في تثبيت الحجّة على اليهودي إلى التواتر الأوّلي (٢) ، ولم ينفعك إقراره لك بالسلف الذي كان مع النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أوّلا ، فهل تجد فرقاً بينك ـ في ذلك ـ وبيني ؛ إذ قلت لك : إنّك وإن لم تعترف لي بسـلف متقـدّم (٣) سـمع نصّاً ولا رأى اسـتخلافاً ، فإنّ الدليل يوجبه عليك ، ونقل المتواترين من الشـيعة اليوم يثبت من ذلك مـا نفيت.
فانظر أيّ حجّـة أوردتها عليه في ذلك ، فهي حجّـة لنا عليك ، حتّى لا تجد بين الموضعين فرقاً ، ولا ترى (٤) لك علينا متعلّـقـاً.
على أنّك لو سـلكت سـبيل الإنصاف ، وعدتَ إلى مرويّ الأخبار ، علمتَ أنّـه قد كان في زمن أمير المؤمنين طائفة تـنضاف إليه تعتـقد أنّ
__________________
(١) في «ج» : «تثبت من ذلك ما نفيت ، فانظر أي حجّة أوردتُها عليه في ذلك ، فهي حجّة».
(٢) في «ب» و «ج» : «الأدنى».
(٣) لم ترد في «أ».
(٤) في «ج» : «نرى».