العظيمة على كلّ واحد من أفراد الأُمّة ..
وكذلك الوالدان ؛ فإنّهما الواسطة في وجود الولد ، والوجود نعمةٌ ليس فوقها نعمة ، بل كلّ النعم ـ مادّية ومعنوية ـ متفرّعة عنها ..
وأيضاً : هما الواسطة في التعليم والتزكية والتربية ، وفي الرزق وسائر الأُمـور الدنيوية ، وهذه الحقوق الكثيرة والعظيمة كمّاً وكيفاً لا تعوّض بشـيء ، ومن هنا قضى ربّك ألاّ تعبدوا إلاّ إيّاه ، وقضى بالإحسان إلى الوالدين ، وجعله في سياق العبادة له ، وجاء في الأخبار أنّ رضا الله في رضا الوالدين وسخطه في سخطهما (١) ، إلى غير ذلك ممّا هو مذكور في محـلّه ..
ولذا جاء في «رسالة الحقوق» للإمام السجّاد عليه السلام ـ مقدّماً حقّ الأُم ؛ لأنّه أعظم ـ : «وحقّ أُمّك : أنْ تعلم أنّها حملتك حيث لا يحتمل أحدٌ أحداً ، وأعطتك من ثمرة قلبها ما لا يعطي أحد أحداً ، ووَقَتْكَ بجميع جوارحها ، ولم تبالِ أن تجوع وتطعمك ، وتعطش وتسقيك ، وتعرى وتكسوك ، وتضحى وتظلّك ، وتهجر النوم لأجلك ، ووَقَتْكَ الحرّ والبرد لتكون لها ، فإنّك لا تطيق شكرها إلاّ بعون الله تعالى وتوفيقه.
وأمّا حقّ أبيك : فأنْ تعلم أنّه أصلك ، وأنّه لولاه لم تكن ، فمهما رأيت في نفسك ممّا يعجبك فاعلم أنّ أباك أصل النعمة عليك فيه ، فاحمد الله واشكره على قدر ذلك ، ولا قوة إلاّ بالله».
وكذلك الزوج بالنسبة إلى الزوجة ؛ فإنّ حقوقه عليها في مصالحها الدينية والدنيويّة لا تخفى ، ويكفي درساً لنا في هذا الباب ما فعله الإمام السجّاد عليه السلام وما قاله لدى ورود صهره عليه ..
__________________
(١) مستدرك الوسائل ١٥ / ١٧٦ ح ١٧٩١٩.