فالروايات تدلُّ على وجـوب الخضـوع والتذلّل على الزوجة «لزوجها» ، وعلى الشيعة لمَن «توسّط» في نقل علوم أهل البيت عليهم السلام إليهم ، لكنْ لا بقدر ما يجب بالنسبة إلى الله عزّ وجلّ ؛ فإنّه خاصٌّ بـه ، وتدلّ على وجـوب الإطاعـة ، لكنْ لا الإطاعـة المطلقة ؛ فإنّها خاصّـة بالله وأهل العصـمة.
أقـول :
وهذا المعنى ثابت للوالدين أيضاً ؛ فالأولاد مأمورون بالتذلّل والإطاعة كذلك بالنسبة إليهما ؛ فإنّه وإن لم أجد رواية بالمضمون المذكور فيهما إلاّ أنّـه يكفي للدلالة على ذلك قوله تعالى : (وَقَضَـى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) (١) ، فإنّ هذا مقام عظيمٌ ..
لكن الآية الأُخرى تخرج الإطاعة عن الإطلاق وتقيّده ، وهي : قوله تعالى : (وَوَصَّيْنَا الأنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْن وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا ...) (٢).
قاعدة عامّة :
وتعطينا هذه الآيات والروايات ونحوها قاعدةً عامّة ، وهي : الموازنة
__________________
(١) سورة الإسراء ١٧ : ٢٣ ـ ٢٤.
(٢) سورة لقمان ٣١ : ١٤ ـ ١٥.