فضل ، جمعتنا وإيّاهم ولادة إبراهيم عليهالسلام ، وأسلمنا كما أسلموا ، ومن قتل منهم رجلاً منّا قُتِلَ به ، ولم نجد الله عزّوجلّ فضّلهم علينا إذ جمعنا الدين» (١).
وأخذت هذه الكلمات تجترّ في كتب الأدب والتراجم والمجاميع الشعرية.
فهذا ابن خلّكان يقول :
«وكان يفخر على العرب ، ويقول : ما لهم فضل علينا أسلمنا وأسلموا» (٢).
غير أنّ بروكلمان نقل ما يشعر بالتفاضل فقال :
وكان يتعصّب لأهل الشام على العرب ذاهباً مذهب الشعوبية ، ومن ثمّ لم يتمّ له عزم على مغادرة وطنه (٣).
وسرى هذا الاتهام عند المعاصرين من الكتّاب ، فالدكتور محمّـد محجوب يسرد أسماء جماعة من الشعراء في قائمة الشعوبيّين ، فيذكر منهم : أبا نواس ، ودعبل الخزاعي ، والخريمي ، وأبا إسحاق المتوكّل ، وابن الرومي ... ثمّ يحشر ديك الجنّ في صفوف أُولئك ، لاصقاً به ذلك التشنيع والاتهام فيقول :
... فهؤلاء هم شعراء الشعوبية الذين استطعنا أن نستنشق نزعتهم تلك من أشعارهم ، أو الذين أشار الرواة إلى أنّهم من صميم الشعوبيّين.
على أنّ هناك شاعراً آخر من الموالي لم نجد له بيتاً واحداً يشير إلى
__________________
(١) الاغاني : ١٤.
(٢) وفيات الأعيان ٣ / ١٨٤.
(٣) انظر تاريخ الأدب العربي بروكلمان : ٢ / ٧٧.