إنْ كانَ عرفُك مَذخوراً لذي سَبَب |
|
فاضمُمْ يَدَيْكَ عَلى حرٍّ أخي سَبَبِ (٦١) |
أو كُنتَ وافقْتَهُ يَوماً على نَسَب |
|
فاضْمُمْ يديكَ فَإنِّي لستُ بالعربي |
إنِّي امْرؤٌ بازِلٌ في ذروتَيْ شَرَف |
|
لقيصَر ولكسرى محتدي وأبي (٦٢) |
حَرفٌ أمُونٌ ورأيٌ غيرُ مشترك |
|
وصارِمٌ من سيوفِ الهندِ ذو شطبِ (٦٣) |
خوَّاضُ ليل تهابُ الجنُّ لجّتَه |
|
وينطوي جَيشُها عن جيشهِ اللَّجِبِ |
ما الشَّنفَريّ وسليكٌ في مُغَيّبة |
|
إلاّ رَضيعا لبان في حِمى أشِبِ (٦٤) |
والله ربّ النبي المصطفى قَسَماً |
|
برّاً وحقِّ منى والبيتِ ذي الحُجُبِ |
والخمسةِ الغرِّ أصْحاب الكساء معاً |
|
خير البريّة من عُجْم ومن عَرَبِ |
ما شِدّة الحِرص من شأني ولا طلبي |
|
ولا المكاسِبُ من هَمِّي ولا أرَبي |
لكِن نوائِبُ نابتني وحادِثةٌ |
|
والدَّهْرُ يَطْرُقُ بالأحْداثِ والنُّوَبِ |
وليس يَعْرِفُ لي قَدْري ولا أدبي |
|
إلاَّ امْرؤٌ كانَ ذا قَدْر وذا أدَبِ |
لا يَفْتُنَنَّكَ شكري إن ظَفِرْتَ بهِ |
|
فإنّها فُرْصَةٌ وافتْكَ من كَثَبِ |
واعلَم بأنّكَ ما أَوْدَعْتَ من حَسَن |
|
عندي ففي حَسَن أنْقى من الذَّهَب |
من هنا نسب الشاعر إلى الشعوبية ، وأوّل من أشاع هذه التهمة أبو الفرج الأصفهاني فقال :
«كان شديد التشيّع والعصبية على العرب ، يقول : ما للعرب علينا
__________________
(١) العرف : الجود والمعروف من الخير. السبب : الذريعة والمودّة.
(٢) البازل : الرجل المجرّب. قيصر : لقب ملك الروم. كسرى : لقب ملك الفرس.
(٣) حرف : الناقة العظيمة. أمون : المطية المأمونة لا تعثر ولا تفتر. شطب السيف : خطوط تتراءى في متنه.
(٤) الشنفرى : شاعر جاهلي من الصعاليك والعدّائين. السلَيك بن السلكة : شاعر جاهلي من الصعاليك والعدّائين. مغيّبة : صحراء تغيّب سالكيها. أشب : ملتفّ ، كثير الشجر حتى لا يجاز فيه.