أَمْ مَنْ حَوَى قَصَبات السَّبقِ دُونَهُمُ |
|
يَوْمَ القليبِ وفي أعْناقِهم زوَرُ (١) |
أَمْ مَنْ رَسا يَوْمَ أُحْد ثَابِتاً قَدَماً |
|
وفي حُنَين وسَلْع بَعْدَما عَثَروا (٢) |
أمْ مَنْ غَدا داحياً بابَ القُموص لَهُمْ |
|
وفاتِحاً خيبراً مِنْ بَعْدِ ما كُسِروا (٣) |
أَليْسَ قامَ رسول الله يخطُبُهمْ |
|
وقال : مولاكُمُ ذا أيُّها البَشَرُ |
أضَبْعَ غَيْرِ عليٍّ كان رافِعَه |
|
محمّـد الخيرِ أمْ لا تَعْقِلُ الحُمُرُ (٤) |
وقال من مرثية في الإِمام الحسين عليهالسلام (٥) :
أصْبَحْتُ مُلقى في الفِراشِ سَقِيما |
|
أَجِدُ النَّسيمَ مِنَ السّقام سَموما (٦) |
ماء من العَبَراتِ حَرَّى أرضُهُ |
|
لو كان مِنْ مَطَر لكَانَ هَزِيما (٧) |
وبلابِلٌ لو أنّهُنَّ مآكِلٌ |
|
لم تُخْطِىء الغِسلِينَ والزَّقُوما (٨) |
__________________
(١) يوم القليب : يوم معركة بدر ، والقليب : البئر الذي قذفت فيه قتلى قريش.
(٢) رسا : ثبت ، رسخ. سلع : اسم جبل ، وفي البيت إشارة إلى المعارك التي دارت بين المسلمين وقريش ، وهي : معركة أُحد وحنين ومن قبل معركة بدر ، وكلّها تشهد بمواقف أمير المؤمنين عليهالسلام وشجاعته.
(٣) داحياً ـ من الدحي ـ : الإزالة. وهنا أراد الشاعر قلع باب خيبر إذ قلعها أمير المؤمنين عليهالسلام ، وفي ذلك يقول ابن أبي الحديد المعتزلي :
يا قالع الباب التي عن هزّها |
|
عجزت أكفٌ أربعون وأربعُ |
القموص : جبل بخيبر عليه حصن أبي الحقيق اليهودي.
(٤) الضبع : العضد ، أو الاُبط أو ما بينهما. وفي البيتين الأخيرين إشارة إلى بيعة يوم الغدير.
(٥) انظر : ديوان ديك الجن : ٦٠ ، وديوان ديك الجن تحقيق (مهنّا) : ١٥٥.
(٦) يتوجّع الشاعر ، ولشدة ألمه اصبح طريح الفراش ، لا يجد الهناء حتى في الهواء العليل ، فليس النسيم إلا من ريح السموم.
(٧) مطر هزيم : لا ينقطع.
(٨) بلابل : وساوس. الغسلين : ما انغسل من لحوم أهل النار ودمائهم. الزقوم : شجر له ثمر مرّ.