قَتَلوكَ عطشاناً ولمّا يرقبوا |
|
في قتلِكَ التنزيل والتّأويلا |
ويكبّرون بأن قُتِلْتَ وإنّما |
|
قَتلَوا بك التكبير والتّهليلا |
نقضوا الكتابَ المستبين وأبرموا |
|
ما ليس مرضيّاً ولا مقبولا (١) |
ربّما نسبت هذه الأبيات لخالد بن معدان الطائي (٢) كما أنّ البعض نسبها لابن سنان الخفاجي ، قيل : إنّ خالداً ـ وهو من فضلاء التابعين ـ لمّا شاهد رأس الإِمام الحسين عليهالسلام بالشام أخفى نفسه شهراً من جميع أصحابه ، فلمّا وجدوه بعد إذ فقدوه ، سألوه عن سبب ذلك ، فقال : ألا ترون ما نزل بنا ، ثمّ أنشأ يقول الأبيات.
وقد نسبها ابن شهر آشوب في المناقب إلى خالد ؛ إذ أنّه بقي إلى ما بعد قتل الإِمام الحسين عليهالسلام.
وأمّا المجلسي ، فإنّه ينقل عن بعض كتب المناقب القديمة أنّ خالد بن معدان كان يومئذ بالشام ، فإنّه روى عن تلك الكتب بإسناده عن البيهقي ، عن علي بن محمّـد بن الأديب يذكر بإسناد له : إنّ رأس الإِمام الحسين عليهالسلام لمّا صلب بالشام اختفى خالد بن معدان ، ـ هو أفضل التابعين ـ عن أصحابه فطلبوه شهراً حتّى وجدوه ، فسألوه عن عزلته ، فقال : أما ترون ما نزل بنا ، ثمّ انشأ يقول :
__________________
(١) الديوان : ١٨٦ ، اعيان الشيعة : ٣٨ / ٣٠ و ٢٩ / ١٤٠ ، أدب الطف : ١ / ٢٨٨.
(٢) أقول : إنّ خالد بن معدان الطائي من فضلاء التابعين ، أرسله عبـد الله بن عباس أيام ولايته من قبل أمير المؤمنين عليهالسلام على البصرة بجند من أهل البصرة إلى الأهواز ، ممدّاً به معقل بن قيس الرياحي أمير الجيش المحارب بأمر علي عليهالسلام للناجي الخارجي بالأهواز ، وكتب إليه معه : وجّهت إليك خالد بن معدان الطائي مع رجال من المسلمين ، وهو من أهل الدين والصلاح والنجدة ، فاعرف ذلك له إن شاء الله. انظر كتاب الغارات ١ / ٣٥٢.