فَلَلْتَ أرجاءَها وَجَحْفَلَها |
|
بذي صِقال كوامِضِ الشُّهُبِ (١) |
أو أسْمرِ الصَّدْرِ أصفَر أزرقِ |
|
الرّأسِ وإنْ كانَ أحْمَرَ الحَلَبِ (٢) |
أوْدى عليٌّ صلّى على روحِهِ |
|
الله صَلاةً طَويلَةَ الدّأبِ |
وكُلُّ نفس لِحَيْنِها سَببٌ |
|
يَسْري إليهَا كهيئَةِ اللَّعِبِ (٣) |
الناسُ بالغيبِ يَرْجُمُونَ وما |
|
خِلْتُهُمُ يَرْجُمونَ عن كَثَبِ (٤) |
وفي غد فاعْلَمَنْ لِقاؤهُمُ |
|
فإنَّهُمْ يَرْقُبونَ ، فارتَقِبِ |
بمصرع الإِمام علي عليهالسلام نزفت عيون الهاشميّات دماً ، فهي مكلومة إلى الأبد ، وأمّا ديارهنّ فقد أصابها البلى ، واعتراها الخراب والدمار ، وإنّ دار أبي حسن هي مهوى الدموع وهي دار الهموم والأحزان ، وأمّا العقائل من المخدّرات ، فقد لازمن الحزن ـ وهو سرمدي لهنّ ـ ونفسهن توّاقة للموت بعد الإمام علي عليهالسلام ، وهكذا رحى الموت يستدير بهنّ إذ لا خير في البقاء بعد أبي الحسن.
وبعد ذلك يتحسّر ديك الجنّ مرّة بعد مرّة على فقدان أمير المؤمنين عليهالسلام ، أمير العدل والجمال والعقل والمعرفة ، ويعدّد مناقبه ومآثره في الحرب والسلم ، ثمّ يختم قصيدته بالصلاة على أمير المؤمنين عليهالسلام.
وممّا قاله في رثاء الإمام الحسين عليهالسلام :
جَاؤوا برأسِكَ يا بنَ بنتِ محمّـد |
|
مُتَرَمِّلاً بِدِمائهِ تَرمِيلاً |
وكأنَّما بِكَ يا بن بنتِ محمّـد |
|
قَتَلُوا جِهاراً عامِدينَ رَسُولا |
__________________
(١) فللت : هزمت.
(٢) الحَلَب : اللبن ، هنا يقصد الدم.
(٣) حَيْن : هلاك ، مرت.
(٤) يرجمون : يتكلّمون بالظنّ. كثب : قرب.